لم يكن تتويج المطبخ المغربي كأفضل مطبخ في العالم مجرد تصنيف عابر، بل هو اعتراف عالمي بقيمة تراث غذائي متجذر في أعماق التاريخ، ويتجدد يوميًا في الأحياء والأسواق والمنازل المغربية. هذا التقدير دفع شخصيات عالمية، مثل صانع المحتوى الأمريكي الشهير "سوني سايد"، إلى شدّ الرحال نحو المغرب، وبالضبط إلى مدينة فاس، في مغامرة تذوق استثنائية توّجت بحلقة مميزة على قناته "Best Ever Food Review Show" التي يتابعها أكثر من 11 مليون مشترك.
فاس، العاصمة العلمية والروحية للمغرب، لم تكن مجرد وجهة عادية في جولة سوني. المدينة، بشوارعها الضيقة وأسواقها العتيقة، كانت مدخله إلى عالم الطهي المغربي العميق، حيث التقاليد لا تزال حيّة في كل ركن. بدأ رحلته من الأفران الشعبية، حيث يُخبز "الخبز البلدي" يوميًا بنار الحطب، في مشهد يجسد مفاهيم المشاركة والمجتمع والحرفية.
ثم توغل سوني في قلب الأطباق المغربية الأصيلة: الطاجين بأنواعه، المطهو على مهل والمُتبّل بمكونات مغربية مثل الثوم والزنجبيل والليمون المصير؛ الكسكس، الذي يجمع العائلة كل يوم جمعة؛ البسطيلة، بتحولها السلس من المالح إلى الحلو، لتروي قصة مغربية عن المزج والابتكار؛ والرفيسة، التي تعكس عراقة المطبخ في مناسبات الولادة والتكافل.
لكن ما ميز هذه الرحلة حقًا هو جرأة سوني في تذوق أطباق قد يتردد غيره أمامها: رأس الخروف، الكرشة، المخ، وحتى رأس الجمل و"الخليع" الذي يُقدّم صباحًا مع الخبز والشاي، كتقليد يعكس العلاقة العميقة بين الطعام والهوية.
التجربة لم تكن ذوقية فقط. في الأسواق، كانت الروائح تروي قصص التوابل، والباعة يحكون حكايات الأمهات والجدات اللواتي ورثن الوصفات من جيل إلى جيل. في كل زاوية، كان سوني يلتقط صورًا وقصصًا، لكنه أيضًا كان يلتقط إحساسًا: أن المطبخ المغربي ليس مجرد أطباق، بل هو مرآة لثقافة حية، وذاكرة شعب، ورسالة مفتوحة للعالم.
ختم سوني رحلته في فاس بإعلان صريح: "هذا المطبخ يستحق الريادة". وعبّر عن عزمه زيارة مدن أخرى مثل الدار البيضاء، مراكش، والصويرة، لاكتشاف المزيد من الكنوز المخفية. الحلقة التي صورها انتشرت كالنار في الهشيم، وشكّلت دعاية غير مباشرة للثقافة المغربية، مدفوعة بعفوية وتقدير صادق.
إن ما يجعل المطبخ المغربي مميزًا ليس تنوعه فقط، بل صدقه، وارتباطه بالناس، وقدرته على الجمع بين النكهات والتقاليد والهوية. وربما، لهذا السبب بالذات، أصبح المطبخ المغربي حديث العالم.
فاس، العاصمة العلمية والروحية للمغرب، لم تكن مجرد وجهة عادية في جولة سوني. المدينة، بشوارعها الضيقة وأسواقها العتيقة، كانت مدخله إلى عالم الطهي المغربي العميق، حيث التقاليد لا تزال حيّة في كل ركن. بدأ رحلته من الأفران الشعبية، حيث يُخبز "الخبز البلدي" يوميًا بنار الحطب، في مشهد يجسد مفاهيم المشاركة والمجتمع والحرفية.
ثم توغل سوني في قلب الأطباق المغربية الأصيلة: الطاجين بأنواعه، المطهو على مهل والمُتبّل بمكونات مغربية مثل الثوم والزنجبيل والليمون المصير؛ الكسكس، الذي يجمع العائلة كل يوم جمعة؛ البسطيلة، بتحولها السلس من المالح إلى الحلو، لتروي قصة مغربية عن المزج والابتكار؛ والرفيسة، التي تعكس عراقة المطبخ في مناسبات الولادة والتكافل.
لكن ما ميز هذه الرحلة حقًا هو جرأة سوني في تذوق أطباق قد يتردد غيره أمامها: رأس الخروف، الكرشة، المخ، وحتى رأس الجمل و"الخليع" الذي يُقدّم صباحًا مع الخبز والشاي، كتقليد يعكس العلاقة العميقة بين الطعام والهوية.
التجربة لم تكن ذوقية فقط. في الأسواق، كانت الروائح تروي قصص التوابل، والباعة يحكون حكايات الأمهات والجدات اللواتي ورثن الوصفات من جيل إلى جيل. في كل زاوية، كان سوني يلتقط صورًا وقصصًا، لكنه أيضًا كان يلتقط إحساسًا: أن المطبخ المغربي ليس مجرد أطباق، بل هو مرآة لثقافة حية، وذاكرة شعب، ورسالة مفتوحة للعالم.
ختم سوني رحلته في فاس بإعلان صريح: "هذا المطبخ يستحق الريادة". وعبّر عن عزمه زيارة مدن أخرى مثل الدار البيضاء، مراكش، والصويرة، لاكتشاف المزيد من الكنوز المخفية. الحلقة التي صورها انتشرت كالنار في الهشيم، وشكّلت دعاية غير مباشرة للثقافة المغربية، مدفوعة بعفوية وتقدير صادق.
إن ما يجعل المطبخ المغربي مميزًا ليس تنوعه فقط، بل صدقه، وارتباطه بالناس، وقدرته على الجمع بين النكهات والتقاليد والهوية. وربما، لهذا السبب بالذات، أصبح المطبخ المغربي حديث العالم.