الرئيسية
ما يُنجز اليوم على الأرض يتجاوز الشعارات، فهو يعكس مقاربة عملية تهدف إلى ترميم العلاقة بين السكان وفضائهم المشترك، من خلال سلسلة تدخلات ملموسة في تجهيزات المدينة.
سلامة المواطن أولاً
في قلب هذه الدينامية، يأتي عنصر السلامة. فقد شرعت فرق العمل في ترميم الحواجز الحديدية وأعمدة الحماية وحواجز الأرصفة، وذلك بهدف تنظيم حركة السير، وحماية الراجلين، وتفادي الحوادث. إنها رسالة واضحة: المدينة مسؤولة عن أمن من يتحرك فيها، سواء كان راجلاً أو سائقاً.
ولأن الظلام لا يرحم، كان لا بد من تقوية الإنارة العمومية بوسائل مبتكرة. فتم تثبيت عواكس ضوئية وأعمدة تعمل بالطاقة الشمسية على طول بعض المحاور، ما يمنح السائقين وضوحاً أكبر خلال الليل، ويمنح السكان شعوراً أكبر بالطمأنينة.
فضاءات أكثر أناقة وتناغماً
الفضاء العام ليس فقط مكاناً للعبور، بل هو مرآة تعكس وجه المدينة. لذلك، تم الانكباب على صيانة الكراسي، والفواصل الطرقية، والعلامات الحضرية، لجعل المدينة أكثر جاذبية وتنظيماً. فحين تكون الأرصفة نظيفة والمقاعد سليمة، يشعر المواطن بانتماء أكبر لمحيطه.
في كل شارع، في كل ساحة، تظهر بصمات هذا المشروع في تفاصيل صغيرة: سلال مهملات حديثة، مقاعد مُجددة، ونقاط نظافة مُهيكلة. ليست هذه مجرد تحسينات شكلية، بل هي دعوة لاحترام الفضاء الجماعي وتوفير ظروف راحة حقيقية في لحظات التوقف والانتظار.
المواطن شريك لا متفرج
ولأن التدبير الجيد لا يكتمل بدون تفاعل المواطن، تم فتح المجال أمام البيضاويين للتبليغ عن أي تلف أو خلل في تجهيزات المدينة عبر منصة chikaya.ma. إنها دعوة للمشاركة، للمراقبة، ولتحمّل جزء من المسؤولية في حماية ما يتم إنجازه.
من الجدير بالذكر أن مبادرة "كازا نقية" ليست مجرد حملة، بل هي تحوّل تدريجي في تصور المدينة لنفسها: من مجال مهمل إلى فضاء يُحتضن، من صور التهميش إلى ملامح الجمال. هو مشروع يأخذ بيد الدار البيضاء نحو أفق حضاري جديد، لا يتحقق إلا بتضافر جهود الإدارة والمجتمع معاً.
