وأكدت العمالة أن هذه الحصيلة تعد إيجابية بالنظر إلى أن عملية إعادة الإعمار لم تبدأ مباشرة بعد وقوع الزلزال في 8 شتنبر 2023، بل تطلبت وقتًا لإجراء عمليات الإنقاذ وإزالة الأنقاض والأتربة من أكثر من 23 ألفًا و500 منزل منهار، وهي مهمة استدعت استخدام معدات وآليات ثقيلة، خصوصًا في ظل وعورة التضاريس وصعوبة الولوج إلى بعض المناطق.
وشددت العمالة على أن عملية البناء تمت وفق معايير مضادة للزلازل، مع مراعاة الطابع المعماري والثقافي للمنطقة، حيث خضعت المشاريع لإشراف مهندسين معماريين ومكاتب دراسات متخصصة، بناءً على دفاتر تحملات محددة.
وبالرغم من هذا التقدم، فإن حوالي 10% من الأسر المتضررة لم تبدأ بعد في بناء منازلها، ويرجع ذلك غالبًا إلى نزاعات بين الورثة أو تأخر بعض المستفيدين في الشروع بالأشغال رغم حصولهم على الدفعة الأولى من الدعم الحكومي. وقد بادرت السلطات المحلية إلى إشعار هؤلاء المستفيدين وحثهم على الإسراع في بدء الأشغال، مع التهديد باتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة عند استمرار التأخير.
وفيما يتعلق بالمساكن الواقعة في مناطق غير قابلة للبناء أو التي تتطلب تدابير خاصة، أوضحت العمالة أنه تم اعتماد حلول بديلة مكّنت المستفيدين من الشروع في أعمال البناء.
وفي إطار الدعم الاستثنائي، استمرت الدولة في تقديم مساعدات مالية شهرية بقيمة 2.500 درهم للأسر المتضررة طيلة 17 شهرًا منذ وقوع الزلزال، إلى جانب منح مالية بلغت 140 ألف درهم أو 80 ألف درهم حسب الحالات، بهدف تمكين المتضررين من إعادة بناء منازلهم. كما استفادت الساكنة من مساعدات غذائية لتلبية احتياجاتها العاجلة.
وأكدت عمالة الحوز أن الجهود المبذولة، رغم صعوبة الظروف الميدانية، مكّنت من تحقيق تقدم ملموس في زمن قياسي مقارنة بالتجارب الدولية، حيث عادة ما تستغرق عمليات إعادة الإعمار نحو ثلاث سنوات. وشددت على أن هذه النتائج تأتي تنفيذاً للتوجيهات الملكية السامية، وتهدف إلى تحسين ظروف عيش الساكنة المتضررة وضمان عودتهم إلى مساكن تضمن كرامتهم وراحتهم