وأكد ربيع أوعشى، رئيس الجامعة الوطنية لجمعيات أرباب ومستغلي الحمامات التقليدية والرشاشات بالمغرب، أن الوالي استجاب لمطالب العاملين في القطاع، حيث ألغى قرار الإغلاق لثلاثة أيام أسبوعيًا، وهو الإجراء الذي كان قد فُرض في سياق خطة ترشيد استهلاك المياه، بعدما شهدت البلاد تراجعًا حادًا في منسوب السدود والموارد المائية.
وأوضح أوعشى أن هذا القرار سيساهم بشكل كبير في إعادة الحياة إلى قطاع الحمامات التقليدية، الذي يُعتبر مرفقًا أساسيًا في النسيج الاجتماعي والثقافي المغربي.
وكانت أزمة المياه التي عرفتها البلاد خلال الأشهر الماضية قد دفعت السلطات إلى اتخاذ عدة تدابير لتقنين استهلاك الماء، حيث شملت هذه التدابير قطاعات متعددة، بما في ذلك الحمامات التي تعد من المرافق المستهلكة لكميات كبيرة من المياه.
ورغم تفهم المهنيين لهذه الإجراءات الاستثنائية، إلا أنهم أشاروا إلى أن الإغلاق المتكرر تسبب في خسائر مالية كبيرة، نظرًا لاستمرار التكاليف التشغيلية من كهرباء وماء وصيانة وأجور للعمال، في ظل غياب دعم أو تعويضات كافية تخفف من تداعيات هذه القرارات.
وشكلت التساقطات المطرية الأخيرة بارقة أمل، إذ ساهمت في تحسين منسوب السدود والفرشات المائية، مما دفع المهنيين إلى تجديد مطالبهم بفتح الحمامات بشكل كامل، خاصة أن عددا من المدن المغربية الأخرى شهدت قرارات مماثلة سمحت بعودة النشاط إلى هذا القطاع. وبالفعل، جاءت استجابة السلطات في الرباط لتعزز آمال المهنيين في تجاوز الأزمة وإعادة التوازن إلى نشاطهم التجاري والاجتماعي.
ويرى أرباب الحمامات أن إعادة الفتح الكامل ستمكن من إنعاش الاقتصاد المحلي، خاصة أن الحمامات التقليدية تشكل جزءًا مهمًا من الحياة اليومية للمواطنين، وتساهم في تشغيل عدد كبير من العمال والحرفيين. وأكد هؤلاء المهنيون التزامهم بالعمل مع الجهات المعنية لضمان ترشيد استهلاك المياه، من خلال إجراءات عملية تقلل من الهدر دون الإضرار بالمصالح الاقتصادية والاجتماعية للقطاع.
في المقابل، يأمل المواطنون أن يرافق هذا القرار تحسّن في جودة الخدمات المقدمة داخل الحمامات، سواء من حيث النظافة أو ترشيد استخدام الموارد، في ظل التحديات التي تفرضها ندرة المياه على المستوى الوطني.
ومع استمرار الجهود الرامية إلى الحفاظ على استدامة الموارد المائية، تظل مسألة التوفيق بين الحفاظ على هذه المرافق الحيوية وضمان حسن استغلال المياه من أبرز التحديات التي تواجه القطاع في المستقبل