وأوضح بوريطة أن رؤية جلالة الملك محمد السادس حول القضية الفلسطينية كانت دائمًا واضحة، وهي تركز على اعتبار القضية الفلسطينية جزءاً لا يتجزأ من القضية الوطنية للمملكة، فضلاً عن الدعم الكامل لجميع المبادرات الرامية إلى تحقيق حقوق الفلسطينيين.
وأشار الوزير إلى أن القمة التي انعقدت في القاهرة في ظرف حساس وصعب، في ضوء العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة طوال عام ونصف، جاءت في وقت حساس حيث تتوالى المبادرات والأفكار بشأن مستقبل القطاع، ما خلق حالة من الضبابية والضغط في المنطقة.
وأضاف بوريطة أنه وفقًا لرؤية الملك محمد السادس، فإن الموقف المغربي يركز على أن غزة، مثل الضفة الغربية، جزء لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية، وللشعب الفلسطيني وحده الحق في تقرير مصيرها. وأوضح أن عملية إعادة إعمار غزة يجب أن تتم بعد تثبيت وقف إطلاق النار، وتقديم المساعدات، والانتقال إلى مرحلة من وقف دائم للعدوان.
وأشار بوريطة إلى أن إعادة الإعمار ليست مجرد مسألة مالية وتقنية، بل يجب أن تتم ضمن إطار سياسي يشمل جميع الفاعلين الإقليميين والفلسطينيين لضمان نجاحها. وأضاف أن النجاح يعتمد على وضع رؤية سياسية واضحة للمنطقة، فضلاً عن وقف الاعتداءات والتصريحات التحريضية، وتعزيز منطق السلام.
كما حذر من أن التركيز على غزة يجب ألا يؤدي إلى نسيان الوضع في الضفة الغربية والقدس، مشددًا على الموقف الثابت للمغرب بخصوص الحفاظ على الوضع القانوني والتاريخي للقدس، ودعم صمود أهلها في مواجهة التحديات الراهنة. وأكد أن البيان الختامي للقمة العربية تضمن إشارة قوية لدور لجنة القدس برئاسة الملك محمد السادس، وتثمين دور بيت مال القدس الشريف في دعم صمود المدينة.
وفيما يخص خطة إعادة البناء والإعمار، شدد بوريطة على ضرورة العمل بشكل جاد على إيجاد الدعم الدولي والإقليمي لهذا المشروع، مبرزًا أهمية إيجاد رؤية سياسية متكاملة ترافق عملية الإعمار، والتأكيد على الحل السياسي القائم على حل الدولتين، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.