أما دول الجوار، فقد تباينت أوضاعها، حيث جاءت الجزائر في المرتبة 42، مما يشير إلى "خطر منخفض"، بينما سجلت تونس المرتبة 43، في حين تصدرت ليبيا التقييم في المرتبة 53، في ظل تصنيفها كدولة ذات خطر ضعيف من الإرهاب. من جهتها، حصلت مصر على المرتبة 29 مع تهديدات إرهابية جزئية في بعض مناطقها، خصوصاً في سيناء.
رغم هذه الصورة الإيجابية للمغرب، يحذر تقرير معهد الاقتصاد والسلام من أن التهديدات الإرهابية تتغير باستمرار، وهي مسألة تتطلب مراقبة دقيقة. ومن الجدير بالذكر أن المغرب يعتبر من الدول القليلة التي حافظت على درجة صفر في المؤشر للعام الخامس على التوالي، ما يعكس التزامه المستمر في تعزيز أمنه الوطني والتكيف مع تحديات عالمية تتسم بعدم الاستقرار.
على الصعيد الدولي، تزايدت الهجمات الإرهابية في العام 2024 بشكل لافت، حيث ارتفع عدد الدول التي شهدت هذه الهجمات إلى 66 دولة، وهو أعلى رقم منذ عام 2018. تصدرت بوركينا فاسو قائمة الدول الأكثر تضرراً من الإرهاب، حيث بلغ عدد ضحايا الهجمات فيها أكثر من 2000 شخص.
وبلغ إجمالي الوفيات جراء الإرهاب في جميع أنحاء العالم 8352 شخصًا في 2023، بزيادة ملحوظة بنسبة 22% عن العام الذي قبله. كما أظهر التقرير أن الهجمات أصبحت أكثر دموية، حيث بلغ متوسط عدد القتلى في الهجوم الواحد 2.5 قتيل مقارنة بـ 1.6 في عام 2022.
من جهة أخرى، يظل الإرهاب في منطقة الساحل الإفريقي يشكل تهديداً متزايداً، خاصة بعد انسحاب القوات الغربية من دول مثل مالي والنيجر، حيث تسعى جماعات مثل "داعش في الصحراء الكبرى" و"جماعة نصرة الإسلام والمسلمين" إلى استغلال الفراغ الأمني في هذه المناطق الهشة، مما يعزز من انتشار الجماعات المتطرفة في المنطقة.