وأكد المجلس العلمي أن زكاة الفطر تعد صدقة مفروضة على كل مسلم قادر، تُدفع عن نفسه وعن من يعولهم، ويُستحب إخراجها بعد صلاة الفجر وقبل أداء صلاة العيد، إلا أنه يجوز تقديمها قبل العيد بيومين أو ثلاثة أيام، وفقًا لما أجمع عليه العلماء.
كما أوضح المجلس أن الأصل في الزكاة هو إخراجها على شكل مواد غذائية من الحبوب، حيث يُقدَّر مقدارها بصاع نبوي عن كل فرد، أي ما يعادل أربعة أمداد بمدّ النبي ﷺ، وهو ما يساوي تقريبًا 2.5 كيلوغرام من الحبوب أو الدقيق.
وفي سياق التأكيد على أهمية هذه العبادة، شدد المجلس على أن زكاة الفطر فُرضت لتكون وسيلة لتطهير الصائم من أي تقصير قد يقع فيه خلال شهر رمضان، ولتكون كذلك وسيلة لدعم الفقراء والمحتاجين، حيث شرعها النبي ﷺ لتكون طُعمة لهم في يوم العيد.
كما أشار المجلس إلى أن من أراد أن يزيد عن الحد الأدنى المحدد فله ذلك، اقتداءً بقول الله تعالى: "فمن تطوع خيرًا فإن الله شاكر عليم"، مما يفتح الباب أمام من يرغب في مضاعفة أجره ومساعدة أكبر عدد ممكن من المحتاجين.
وحرص المجلس العلمي الأعلى على التذكير بأن زكاة الفطر عبادة واجبة، وليست مجرد تبرع اختياري، حيث فرضها رسول الله ﷺ على كل مسلم قادر، رجالًا ونساءً، صغارًا وكبارًا، بغرض تحقيق التكافل الاجتماعي بين المسلمين، وضمان فرحة العيد للجميع. كما أكد أن الالتزام بإخراج الزكاة في وقتها المحدد يساعد في إيصالها إلى مستحقيها، خاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تعاني منها بعض الفئات الهشة.
وفي ظل تزايد الاحتياجات الاجتماعية والاقتصادية، دعا المجلس إلى ضرورة توجيه زكاة الفطر نحو الفئات الأكثر احتياجًا، مثل الأسر الفقيرة والأيتام والأرامل، معتبرًا أن هذه الفريضة فرصة لتعزيز قيم التضامن والتآزر بين المسلمين. كما أوصى بضرورة إخراج الزكاة عبر القنوات الرسمية أو الجمعيات الخيرية الموثوقة، لضمان وصولها إلى الفئات المستحقة بطريقة منظمة وعادلة.
وفي الختام، جدد المجلس العلمي الأعلى تأكيده على أهمية الالتزام بإخراج زكاة الفطر في موعدها المحدد، سواء نقدًا أو عينًا، مشددًا على أنها شعيرة دينية تحمل بُعدًا اجتماعيًا عظيمًا، يُسهم في تحقيق التوازن داخل المجتمع، ويعزز قيم الرحمة والتكافل بين أفراده.