وكانت الأمطار الغزيرة التي شهدتها المنطقة قد تسببت في سيول عارمة اجتاحت عدة أحياء، وأسفرت عن سقوط الطفلة ووالدها داخل بالوعة للصرف الصحي بطريق دوار جابر، حيث لم يتمكنا من رؤيتها بسبب ارتفاع منسوب المياه، مما أدى إلى انجرافهما وسط تيار جارف لم يترك لهما فرصة للنجاة.
ورغم تمكن فرق الإنقاذ من انتشال الأب وإنقاذه في الوقت المناسب، فإن عمليات البحث عن الطفلة استمرت لساعات، وسط تجند مكثف لعناصر الوقاية المدنية والسلطات المحلية، مدعومة بسكان المنطقة، الذين تابعوا المشهد بقلق وترقب.
وعملت فرق التدخل على تسخير جميع الوسائل الممكنة للعثور على الفتاة، إلا أن قوة التيار المائي وصعوبة الأحوال الجوية حالت دون إنقاذها في الوقت المناسب.
وتعيد هذه الفاجعة تسليط الضوء على ضعف البنية التحتية في بعض أحياء مدينة بركان، حيث تؤدي سوء الصيانة وغياب التدابير الوقائية إلى وقوع حوادث مأساوية. فبالوعات الصرف الصحي غير المغطاة، أو التي تفتقد للصيانة الدورية، تتحول إلى مصائد خطيرة تهدد سلامة المارة، خاصة في ظل غياب لوحات تحذيرية أو إجراءات استباقية تحدّ من المخاطر خلال فترات التساقطات المطرية الغزيرة.
وأثارت الحادثة موجة من الغضب بين السكان، الذين طالبوا الجهات المسؤولة بضرورة اتخاذ تدابير عاجلة لإصلاح البنية التحتية وتعزيز إجراءات السلامة في المدينة، خصوصًا أن هذه المأساة لم تكن الأولى من نوعها. كما دعا المواطنون إلى محاسبة الجهات المعنية بالتقصير في صيانة المرافق العامة، وتكثيف الجهود لحماية الأرواح، تفادياً لتكرار مثل هذه الكوارث مستقبلاً.
وفي الوقت الذي ودعت فيه الأسرة ابنتها وسط أجواء من الحزن العميق، ظل سكان المدينة يتساءلون: إلى متى سيبقى الإهمال سببًا في فقدان الأرواح؟ وهل ستتحرك السلطات لتدارك الوضع قبل وقوع فاجعة جديدة؟