كتاب الرأي

معضلة المتقاعدين و القرار السيادي

كيف نفسر تقهقر أوضاع المتقاعدين أمام ارتفاع الأسعار و جمود رواتب معاشاتهم؟!


هل هي نتيجة إهمال مقصود من طرف الحكومات المتعاقبة، أم أنها تعود إلى تقصير من طرف المتقاعدين أنفسهم في الدفاع عن حقوقهم كسائر موظفي القطاعات العمومية و الخاصة المنضوية تحت لواء المركزيات النقابية، ام راجعة إلى غياب المسؤولية و الاجتهاد التشريعي من طرف الحكومة و البرلمان على السواء بصيغة التنكر لحقوق العيش الكريم لفائدة شرائح واسعة من المواطنين المتقاعدين و الاستخفاف بهم؟!



آن التفسير الأكثر موضوعية و شفافية يميل إلى إن الدولة في مسألة الترقي الاجتماعي للمواطنين و الزيادة في أجور الشغيلة تسلك منذ زمان بعيد استراتيجية انتقائية و فئوية قطاعية فلا تستجيب ألا للقطاعات التي تتوفر على آمكانيات الضغط بأسلوب الإضرابات المتتالية و الاعتصامات في الشارع العام و الصمود في وجه المقاربات الأمنية و تحمل تكسير العظام تحت هراوات فك الاعتصام،...مشاهد كارثية على مستوى حقوق الإنسان تبدو معها الدولة كأنها محتاجة إلى ( البروبغاندا ) و التشهير للضغط بدورها على مصادر القرارات المجحفة بسياسة التصحيح الهيكلي للإقتصاد  المفروضة من طرف جهات لا يهمها إلا المحافظة على مصالحها المالية ( كصندوق النقد الدولي و البنك العالمي و بعض الاتفاقيات الدولية غير المتوازنة،...) دون مراعات للأوضاع الاجتماعية للطبقات الشعبية المتوسطة و الدنيا التي تزداد فقرا و تخلفا، مما يجعل التساؤل مشروعا حول مدى حرية القرار السيادي للدولة؟!...

 و عليه فإن الفئات الواسعة من المتقاعدين يجدون أنفسهم كمن وقع في فخ الثقة بشعارات الإخلاص و الوفاء للوطن و التضحية و التفاني في العمل و بعد التقاعد أصبحوا حبيسي سياج من التنكر و  الإهمال و الإجحاف من طرف الحكومات المتعاقبة و والمؤسسات التشريعية، خصوصا و أنهم أضحوا شيوخا غير قادرين على مجارات استراتيجية الدولة  المعتمدة نهج التعامل الفئوي والتمييز القطاعي و أسلوب العنف و العنف المضاد و البروبغندا، للزيادة في رواتب المعاش.

إن معضلة تهميش المتقاعدين من أي زيادة في الأجور راجعة بالأساس إلى أن هذه الزيادات إن قررت على هزالتها تكون على شكل تعويضات لا تنعكس على الرواتب الأساسية للأجور ( عدد و قيمة الأرقام الاستدلالية ) و بالتالي عدم انعكاسها على مغاشات الماقاعدين. و هذا إشكال مزمن لا يتأتى حله إلا إذا تم إصلاح شبكة الأرقام الاستدلالية لتكون الزيادات المقررة زيادات في عدد.و قيمة الأرقام الاستدلالية بالنسبة للقطاع العام و قيمة النقط بالنسبة للقطاع الخاص، أي أن تكون الزيادة في الراتب الأساسي و ليس في التعويضات فقط. فكل زيادة في قيمة الرقم الاستدلالي أو النقط تنعكس مباشرة بالزيادة في رواتب الأجراء و معاشات المتقاعدين.    

 أيها الموظفون إنكم لستم في منأى عن هذا الأمر فمهما تناسيتم هذه المعضلة فإنكم ستتقاعدون مستقبلا، لذا فمن مصلحتكم أن تناضلوا من أجل تصحيح شبكة الأرقام الاستدلالية و قيمتها و أن تطالبوا بأن تكون أي زيادة في الأجور تساوي الرفع في قيمة الأرقام الاستدلالية و ليس فقط في التعويضات. 

أيها الموظفون و العمال لا عذر لكم، فالتضامن مع المتقاعدين هو تضامن مع مستقبلكم...
                                                    

و تقرؤون من قصائدي الجزلية ما يلي:

كيسان الغلا و البلار

البحر يبان مهدن جوفو غليان
حيران يدند ن  اغرام التيهان
قيد يا الساءل من غير هواك 
احروف السر الصافي و ابهاك
قيد اوشام الريح ف ازمانك 
قيد لوح ناصع ف ظل اقفاك
الكلام  المرصع موزون
 الغراز محبوكة متقونة 
و المعاني ف السر كاملة مكمولة

شحال من احمار كالو قاري عاد همة و شان
عاد وسط اجماعة قيمة و اشوار
بابا يا بابا 
لله كول لي
واش الحمار يبقى غير حمار؟؟؟

شحال منهم صورة بنادم.. 
كسدة تغريك
ما تربى على راي وسط اجماعة 
ما تربى على اشوار
فالح غير يزيد ف ضيق الحال
 يزيد ف ثمن القالب و حبوب أتاي
بابا يا بابا! 
لله كول لي
واش الحمار يبقى غير احمار؟؟؟

يا حسرة على دابا
بابا يا بابا 
لله كول لي رايح فين يا بابا  
كول لي واش ليام سارت كذابة
أجيال هامها تشري..
ترشي.. تفرس.. و تمشي

يا حسرة ع اليام كيف سارت دبا
كان ظل البطمة بغطي المراح
كانت الكعدة كعدة
عز كل دار، كل حومة و دوار 
البراد و الصينية و كسان البلار
عز كل دار، كل حومة و دوار
اروايح العنبر فايحا و النعناع
الضحكة بيضة و التبسيمة بالقياس
الكاس ب رزتو مخنتر بالعبار
و اجماعة لوفا تعيد شلا اخبار 
كلام يجر كلام ف كل حومة و دوار

يا حسرة ع اليام
يا حسرة على دابا
غرابل البر عيون كبار
شباكي لبحر عيون اصغار.
بابا يا بابا
لله كول لي رايح فين يا بابا

يا حسرة على دبا
البغل عاد مكلظم.. مخنتر.. و مبندر
الحمار على هواه
مطلوق بلا اشكيلة بلا عكال
بحال لبغل على هواه 
سار  الحمار وسط اجماعة مدرم
ما عارف قيمة.. ما عارف أثار
مدرم البراد و كيسان البلار.. 
ما جايب اخبار
ما عارف قيمة 
ما عارف أثار 

يا حسرة ع ليام كيف سارت دابا
كان ظل البطمة يغطي لمراح
كانت الكعدة كعدة 
عز كل دار و حومة و دوار

يا حسرة ع ليام كيف سارت دابا
ما عاد حد بضيق الحال يطيق حد
طار البراد زايد ف غلاه 
يكلف اجيوب و اقلوب 
يلفحها بكداه

كان ظل البطمة يغطي لمراح
كانت الكعدة كعدة 
عز كل دار و حومة و دوار
ضاعت الكعدة و اجماعة و الحومة و الدوار

راحت اليام الزينة و الجورة و  ضاعت لخبار
راح البراد و غاب الطير اهجر المكان
الحسون و المقنين
الحمام الزاجل و الغيوان
ما عاد حد بضيق الحال يطيق حد
حتى لين سفينة لغلى الجاير رايحا بنا
لله كولو ليا واش الحمار يبقى غير احمار؟؟؟

 بقلم: علي تونسي

Sara Elboufi
سارة البوفي كاتبة وصحفية بالمؤسسة الإعلامية الرسالة مقدمة البرنامج الإخباري "صدى الصحف" لجريدة إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الخميس 19 ديسمبر 2024

في نفس الركن
< >

الثلاثاء 10 ديسمبر 2024 - 09:41 المقابر أغنى أراضينا


              














تحميل مجلة لويكاند

Iframe Responsive Isolée





Buy cheap website traffic