التصعيد الإعلامي الجزائري.. اتهامات مكررة وواقع يُكذبها
تتمحور الحملة الجزائرية الأخيرة حول التشكيك في المنظومة الأمنية المغربية، عبر ادعاءات بوجود ثغرات في تأمين الحدود، والتقليل من فعالية المملكة في مواجهة التهديدات الإرهابية. إلا أن الواقع يناقض هذه المزاعم، حيث يُعد المغرب نموذجًا ناجحًا في مكافحة الإرهاب، بشهادة تقارير أمنية دولية، بفضل تفكيكه المستمر للخلايا المتطرفة واعتماده سياسة استباقية فعالة. هذه الجهود جعلت المغرب شريكًا موثوقًا لأجهزة الاستخبارات العالمية، التي تعتمد على تجربته لمواجهة الخطر الإرهابي، خاصة في منطقة الساحل والصحراء.
على النقيض، تعاني الجزائر من ضعف الرقابة الأمنية، ما جعل أراضيها محطة عبور للجماعات الإرهابية العابرة للحدود، وهو ما تؤكده تقارير أمنية دولية رصدت نشاط تنظيمات متطرفة داخل الجزائر، مستفيدة من الفوضى في المناطق الحدودية. رغم ذلك، تحاول الجزائر، عبر إعلامها الرسمي، تصدير أزماتها الداخلية نحو المغرب، في محاولة لتغطية إخفاقاتها الأمنية والسياسية.
خلفيات التصعيد
يرتبط هذا التصعيد الإعلامي بمحاولة الجزائر التأثير على صورة المغرب، خصوصًا مع اقتراب تنظيمه لكأس إفريقيا 2025 ومساهمته في استضافة كأس العالم 2030، وهما حدثان يعززان مكانته كقوة إفريقية قادرة على استقطاب أكبر الفعاليات الدولية. هذا النجاح يُزعج الجزائر، التي وجدت نفسها خارج المشهد الرياضي العالمي، بعدما فشلت في الفوز بتنظيم كأس إفريقيا، وأصبحت عاجزة عن مجاراة التطور السريع للمغرب في مجال البنية التحتية والرياضة.
هذا التنافس الرياضي ليس سوى امتداد لصراع دبلوماسي طويل، حيث تسعى الجزائر بشكل دائم إلى عرقلة تقدم المغرب على مختلف الأصعدة، سواء عبر دعمها للانفصال أو من خلال شن حملات سياسية وإعلامية ممنهجة. لكن رغم هذه المحاولات، يبقى المغرب متقدمًا بخطوات كبيرة، سواء على المستوى الاقتصادي، الأمني، أو حتى في مجال التعاون الدولي.
نتائج عكسية لحملة الجزائر
مثلما حدث في مناسبات سابقة، من المرجح أن تنقلب هذه الحملة الإعلامية الجزائرية ضد أصحابها، فالمجتمع الدولي أصبح أكثر وعيًا بهذا النهج العدائي، ولم يعد يتأثر بسهولة بمثل هذه الادعاءات المتكررة. المغرب، من جهته، يواصل تعزيز شراكاته الإستراتيجية وترسيخ موقعه كفاعل رئيسي في المنطقة، مستندًا إلى إنجازاته الميدانية وليس إلى الشعارات والدعاية المغرضة.
في النهاية، إذا كان لدى الجزائر متسع من الوقت لمثل هذه المناورات، فمن الأفضل أن تستثمره في معالجة قضاياها الداخلية، والارتقاء بوضع شعبها، بدلًا من هدر الجهود في محاولات يائسة لإيقاف مسيرة المغرب. فالتاريخ لا يخلّد من يختار العرقلة والهدم، بل من يسعى للبناء والتطوير