استمع لهذه القصيدة الموسيقية / عدنان بن شقرون
أولئك الذين ما زالوا يحبون القراءة
تَصْحُو الْقَرْيَةُ فِي ظُلْمَةِ الْإِفْكِ كَالظُّلَالِ
وَالنَّاسُ تَسْعَى لِلرِّبْحِ فِي ظُلْمٍ وَاحْتِيَالِ
يَسْقِي الْفَلَّاحُ زَرْعًا بِمَاءِ السُّمِّ غَافِلًا
وَيَبِيعُهُ فَرِحًا بِرِبْحٍ زَائِلٍ زَائِلًا
وَالدَّاجِنُ الْمَحْشُوُّ سُمًّا فِي كُلِّ مَأْكَلِ
يَبِيعُهُ صَاحِبُ الْحَظِيرَةِ لِلْجَاهِلِ
وَالْجَزَّارُ يَشْتَرِي سَمَكًا مِنْ بَحْرِ حَائِرِ
مُصِيدًا بِغِشٍّ، مَا لَهُ أَصْلٌ وَلَا مَآثِرِ
يَأْكُلُهُ فَيُصَابُ بِالدَّوَارِ وَالتَّسَمُّمِ
ثُمَّ يَشْكُو دُونَ عِلْمٍ لِطَبِيبٍ فِي التَّوَهُّمِ
وَالطَّبِيبُ غَابَ عَنْ دَوَامِهِ بِذَاتِ الْعِلَلِ
فَأَيْنَ يُعَالِجُهُ وَفِي الْغِيَابِ أَصْلُ الْخَلَلِ؟
وَالْمِهْنْدِسُ غَشَّ فِي الطُّرُقَاتِ فَانْهَارَ جِدَارُهَا
فَسَارَتِ السَّيَّارَاتُ تَهْوِي كَأَنَّهَا نَارُهَا
وَالْمِيكَانِيكِيُّ فِي وَجْهِهِ آثَارُ سَقْطَةٍ
بِمَسْمَارِ غِشٍّ قَدْ أَتَى فِي كُلِّ نَقْطَةٍ
وَفِي الزَّاوِيَةِ يَشْتَكِي صَاحِبُ الْمَطْعَمِ الْمَهْدُودِ
مِنْ دَاءِ حَلَّاقٍ نَسِيَ التَّعْقِيمَ لِلْعُودِ
وَالْحَلَّاقُ يَتَسَاقَطُ مِنْ وَجْبَةٍ مَسْمُومَةٍ
أَكَلَهَا فِي مَطْعَمٍ قَدْ صَارَ فِيهِ السُّمُّ سِمَةً
وَفِي الْمُسْتَوْصَفِ الْغَائِبِ جَلَسُوا شَاكِينَ
يَلْعَنُونَ الدَّهْرَ وَالْعَيْشَ فِي أَرْضِ الْفَاسِدِينَ
وَيَسْأَلُونَ: أَنَحْنُ ضَحَايَا، أَمْ نَحْنُ جُنَاةُ؟
وَهَلْ نَرَى مَا كَسَبَتْ أَيْدِينَا فِي النِّهَايَاتِ؟
كُلُّ غِشٍّ كَانَ سَهْمًا فِي قَلْبِ الْأَمَانَةِ
وَكُلُّ كَذِبٍ قَدْ هَدَمَ أَرْكَانَ الْكَرَامَةِ
فَالضَّمِيرُ لَيْسَ قَوْلًا فِي نِقَاشٍ غَاضِبٍ
بَلْ هُوَ صِدْقُ الْفِعْلِ، هُوَ الْحَقُّ الْوَاجِبُ
وَالنَّاسُ تَسْعَى لِلرِّبْحِ فِي ظُلْمٍ وَاحْتِيَالِ
يَسْقِي الْفَلَّاحُ زَرْعًا بِمَاءِ السُّمِّ غَافِلًا
وَيَبِيعُهُ فَرِحًا بِرِبْحٍ زَائِلٍ زَائِلًا
وَالدَّاجِنُ الْمَحْشُوُّ سُمًّا فِي كُلِّ مَأْكَلِ
يَبِيعُهُ صَاحِبُ الْحَظِيرَةِ لِلْجَاهِلِ
وَالْجَزَّارُ يَشْتَرِي سَمَكًا مِنْ بَحْرِ حَائِرِ
مُصِيدًا بِغِشٍّ، مَا لَهُ أَصْلٌ وَلَا مَآثِرِ
يَأْكُلُهُ فَيُصَابُ بِالدَّوَارِ وَالتَّسَمُّمِ
ثُمَّ يَشْكُو دُونَ عِلْمٍ لِطَبِيبٍ فِي التَّوَهُّمِ
وَالطَّبِيبُ غَابَ عَنْ دَوَامِهِ بِذَاتِ الْعِلَلِ
فَأَيْنَ يُعَالِجُهُ وَفِي الْغِيَابِ أَصْلُ الْخَلَلِ؟
وَالْمِهْنْدِسُ غَشَّ فِي الطُّرُقَاتِ فَانْهَارَ جِدَارُهَا
فَسَارَتِ السَّيَّارَاتُ تَهْوِي كَأَنَّهَا نَارُهَا
وَالْمِيكَانِيكِيُّ فِي وَجْهِهِ آثَارُ سَقْطَةٍ
بِمَسْمَارِ غِشٍّ قَدْ أَتَى فِي كُلِّ نَقْطَةٍ
وَفِي الزَّاوِيَةِ يَشْتَكِي صَاحِبُ الْمَطْعَمِ الْمَهْدُودِ
مِنْ دَاءِ حَلَّاقٍ نَسِيَ التَّعْقِيمَ لِلْعُودِ
وَالْحَلَّاقُ يَتَسَاقَطُ مِنْ وَجْبَةٍ مَسْمُومَةٍ
أَكَلَهَا فِي مَطْعَمٍ قَدْ صَارَ فِيهِ السُّمُّ سِمَةً
وَفِي الْمُسْتَوْصَفِ الْغَائِبِ جَلَسُوا شَاكِينَ
يَلْعَنُونَ الدَّهْرَ وَالْعَيْشَ فِي أَرْضِ الْفَاسِدِينَ
وَيَسْأَلُونَ: أَنَحْنُ ضَحَايَا، أَمْ نَحْنُ جُنَاةُ؟
وَهَلْ نَرَى مَا كَسَبَتْ أَيْدِينَا فِي النِّهَايَاتِ؟
كُلُّ غِشٍّ كَانَ سَهْمًا فِي قَلْبِ الْأَمَانَةِ
وَكُلُّ كَذِبٍ قَدْ هَدَمَ أَرْكَانَ الْكَرَامَةِ
فَالضَّمِيرُ لَيْسَ قَوْلًا فِي نِقَاشٍ غَاضِبٍ
بَلْ هُوَ صِدْقُ الْفِعْلِ، هُوَ الْحَقُّ الْوَاجِبُ
هل نحن ضحايا أم مجرمون؟
في قرية يغلب عليها الغش والفساد، يتشابك مصير الجميع في دائرة لا تنتهي من الخداع. يبدأ الأمر بالفلاح الذي يسقي زرعه بمياه ملوثة، ليبيع خضرواته المسمومة، ثم يشتري من مربي الدواجن دجاجًا محشوًا بالسموم. مربي الدواجن نفسه يتجنب لحومه المسمومة، لكنه يقع في فخ لحم الخروف المنتفخ بالكورتيكويد. الجزار، هاربًا من فساد اللحوم، يشتري سمكًا مصيدًا بالغش، ليجد نفسه في دوامة تسمم أخرى. المهندس، الذي غش في بناء الطرق، يتعرض لحادث بسبب خلل ميكانيكي، بينما الحلاق والمطعم يتبادلان الأمراض نتيجة الإهمال. في النهاية، يجتمع الجميع في عيادة طبيب غائب، يتبادلون الاتهامات، ويلعنون الفساد الذي غرقوا فيه، غير مدركين أنهم جميعًا شركاء فيه. فالمجتمعات لا تنهار فجأة، بل تسقط تدريجيًا عندما يحل الغش محل الأمانة، ويُستبدل الضمير بالنفاق، ويبقى السؤال: هل نحن ضحايا أم مجرمون؟