تأتي هذه المبادرة في وقت تسعى فيه الصين إلى تقليل اعتمادها على التكنولوجيا الأجنبية، في سياق التوترات التجارية والتقنية مع الولايات المتحدة. وتعكس خطوة شاومي أيضًا جهودها لتوسيع حضورها في سوق أشباه الموصلات، الذي يعتبر مجالًا محوريًا في السباق التكنولوجي العالمي. كما يتزامن هذا التحرك مع سعي شاومي لتعزيز قوتها التنافسية في الأسواق الدولية، لا سيما في ظل هيمنة معالجات شركات مثل كوالكوم على سوق الهواتف الذكية.
إضافة إلى تركيزها على قطاع الهواتف الذكية، لا تقتصر اهتمامات شاومي على تصنيع المعالجات فقط، بل تسعى أيضًا لتوسيع استثماراتها في مجالات أخرى مثل الذكاء الاصطناعي والسيارات الكهربائية. فقد أعلنت الشركة في عام 2023 عن خطط كبيرة للاستثمار في قطاع السيارات الكهربائية، مع التركيز على دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي والاتصال الذكي لتطوير سيارات متصلة بالإنترنت.
وفيما يتعلق بسوق معالجات الهواتف الذكية، الذي يشهد منافسة كبيرة، فشلت شركات كبرى مثل إنتل وإنفيديا في تحقيق تقدم ملموس، بينما نجحت شركات مثل أبل وجوجل في تطوير معالجاتها الخاصة، مما منحها ميزة تنافسية. بينما اعتمدت شاومي في السابق على معالجات شركات مثل كوالكوم وميدياتك، فإنها الآن تسعى لتوسيع قدراتها في هذا المجال عبر تصميم معالجات خاصة بها لتحسين أداء أجهزتها وتعزيز قدرتها التنافسية في السوق العالمي.
وقد أعلن لي جون، رئيس مجلس إدارة شاومي، عن تخصيص ميزانية ضخمة للبحث والتطوير تصل إلى 30 مليار يوان (حوالي 4.1 مليار دولار) في عام 2025، بزيادة تقدر بنحو 6 مليارات يوان مقارنة بالعام الحالي، وهو ما يشير إلى التزام الشركة بتطوير تقنيات أساسية مثل الذكاء الاصطناعي وتحسين أنظمة التشغيل، بالإضافة إلى العمل على تصميم معالجاتها الخاصة.
وعلى الرغم من الطموحات الكبيرة التي تسعى شاومي لتحقيقها، فإن الشركة قد تواجه تحديات كبيرة بسبب العلاقات الدولية المتوترة، خاصة في ظل اعتمادها على شركة تايوان لصناعة أشباه الموصلات (TSMC) لتصنيع معالجاتها. ومن المحتمل أن تواجه ضغوطًا أميركية متزايدة، قد تؤثر على قدرتها في استمرار التعاون مع الشركات التايوانية.
وبالإضافة إلى تطوير المعالجات، تعمل شاومي على استخدام هذه التجربة في تحسين وتصميم معالجات سياراتها الكهربائية، وهي خطوة تعكس رغبتها في التوسع في صناعة السيارات المتصلة. هذا التنوع التجاري سيقلل من تأثير العقوبات الدولية المحتملة على أعمالها، ويعزز قدرتها على المنافسة في العديد من المجالات التكنولوجية، سواء في قطاع الهواتف الذكية أو السيارات الكهربائية.