رقية العلوي
و لمعرفة الوضع الحالي للجهة في ظل أزمة كوفيد ، قامت مجلة فرح بإجراء هذا الحوار مع السيدة رقية العلوي ، رئيسة المجلس الجهوي للسياحة بجهة طنجة تطوان الحسيمة.
فرح : كيف يساهم المجلس الجهوي للسياحة في تطوير القطاع في الجهة؟
كما تعلمون ، فإن المجلس الجهوي للسياحة، منذ انشائه، له مهمة واحدة وأساسية ، ألا وهي الترويج السياحي للجهة. ما معنى الترويج؟ هو بكل بساطة اعتماد خطط عمل لأجل الوصول لشريحة من الزوار الذي يمكن أن يهتموا بما تقدم و تتوفر عليه الجهة ، من هذا المنطلق ، فإن مجلسنا يعمل مع كافة الشركاء لأجل تعزيز جاذبية الجهة ، من خلال مجموعة من الأدوات والحملات الإشهارية التي قمنا بإطلاقها.
وعلى سبيل المثال ، فقد قام المجلس بعمل جبار من أجل إنشاء أدوات رقمية جديدة تمكن السائح ، سواء كان مغربيا أو أجنبياً ، من إيجاد جميع المعلومات التي تهمه و اكتشاف الوجهات الجهوية بطرق جد سهلة. خطة العمل هذه مكنت من إنشاء موقع إلكتروني مجهز بأحدث التقنيات ، و تطبيقات الهاتف لمختلف عمالات و أقاليم جهة طنجة تطوان الحسيمة.
وفي نفس السياق ، قام المجلس بشراكة مع المكتب الوطني المغربي للسياحة بإطلاق حملة “نتلاقاو فالشمال” ، التي لقيت نجاحاً كبيراً، حيث وصلت الحملة إلى أكتر من 3 ملايين مغربي.
ونضيف إلى ذلك المشاركة في مختلف المعارض السياحية ذات الأهمية بالنسبة للجهة ، كان آخرها معرض دبي للسياحة الذي نظم شهر ماي الماضي ، وكذا العمل على إحداث وجذب معارض لجهتنا كالبورصة الجهوية للسياحة ، التي عرفت مشاركة أكثر من مئتي فاعل سياحي من قرابة عشرين دولة من العالم. وستشهد جهتنا ، شهر فبراير المقبل تنظيم واحد من أكبر المعارض الدولية المتخصص في تطوير خطوط الطيران من وإلى اوروبا ، وهو ما سيعود بالنفع الكبير، حيث ستحظى جهتنا باهتمام كبير من طرف صناع القرار في مختلف شركات الطيران.
فرح: كيف دعّم المجلس الجهوي للسياحة الفاعلين السياحيين في ظل أزمة كوفيد؟
لقد عمل مجلس السياحة بشكل دائم لإيجاد حلول ملائمة للوضعية المتأزمة التي يعيشها المهنيون ، ولقد كان لنا اتصال دائم مع شركائنا سواء في الجهة أو على المستوى الوطني لطرح مجموعة من الاقتراحات، ومناقشتها ، سواء أكان ذلك مع الجمعيات الجهوية الممثلة للقطاع الخاص ، أو مع الكونفدرالية الوطنية للسياحة ، أو مع وزارة السياحة والمكتب الوطني المغربي للسياحة ، ولقد كان لهذا العمل الذي قمنا به مع مختلف الشركاء أهمية كبرى في الوصول إلى مجموعة من المخرجات والبرامج التي كان لها تأثير إيجابي على الوضعية العامة للقطاع بجهتنا.
فرح : ما هي التغييرات التي أحدثها كوفيد في القطاع في نظركم؟
الدخول في المشاكل المالية التي خلقها الوباء ، بالنسبة إلي فإن أهم التغييرات التي يجب العمل على محوها هي تلك التي تسببت للقطاع في فقدان يد عاملة مؤهلة ، لقد غادر جزء كبير من القوة العاملة القطاع ، بعد أن دامت الأزمة في القطاع السياحي لمدة أطول من قطاعات أخرى. لهذا فمن ضمن الأولويات التي يجب العمل عليها ، هو أولاً العمل على طمأنة خريجي المعاهد والمدارس المختصة فالسياحة ، لأن هؤلاء الخريجين هم مستقبل القطاع.
و ثانياً ، يجب علينا كفاعلين سياحين العمل على استرداد جاذبية القطاع، لأنه قطاع يعتمد على البشر أكثر من الآلات ، وبالتالي فإن تنافسيته تعتمد على هذه الجاذبية.
فرح :ما هو الوضع الحالي للسياحة في الجهة في ظلّ هذه التغييرات؟
الحمد لله ، الجهة بدأت تستعيد صحتها. نرى أن هناك إشارات إيجابية لفصل الصيف القادم ، وهو ما سيمكن مجموعة من الفاعلين السياحيين من استرجاع قليل مما فقدوه خلال هذه الأزمة.
فرح: الجهة غنية بالمواقع الأثرية و المؤهلات السياحية، فلماذا لا يتم استغلال و تسويق كل هذه الخصوصيات بالشكل الأمثل؟
سواء أكان ذلك من خلال الحملات الترويجية التي نقود باستمرار في الأسواق المحلية والدولية ، أو الحملات التي يقودها المكتب الوطني المغربي للسياحة ، فإن تراثنا ومؤهلاتنا دائماً حاضرة وبقوة. ولكن يجب ألا ننسى أن السائح لا يبحث فقط عن أماكن ، بل هو يبحث عن تجارب جديدة ويبحث عن وجهة تتكلم معه لغة العواطف قبل أن تتكلم معه عن المزارات والمآثر ، وهو ما نحاول القيام به للتميز على وجهات أخرى.
فرح: كيف نفسّر غلاء المنتجات السياحية الوطنية مقابل منافساتها في الأسواق الأجنبية؟
هذه المقارنة لا أساس لها. فإن كنا سنقارن ، لا يمكن مقارنة ثمن فندق 4 أو 5 نجوم بالمغرب مع شقة للكراء ببلد آخر. ، يجب أيضاً مقارنة مواسم الذروة ، حيث لا يمكن مقارنة أثمنة وجهة لا تعمل في فصل الصيف مع وجهة يكون فيها هذا الفصل هو الأهم ،
ثانياً ، جهتنا تقدم اختيارات عدة، تناسباً مع قدرة كل زائر ، فهناك فنادق ودور ضيافة وشقق فندقية وأنواع أخرى من أماكن المبيت من طرازات مختلفة ومتعددة. وزد على ذلك أنه عندما يشتري الزائر مبيته دون المرور عن طريق بعض المواقع الأجنبية ، فإن الثمن يكون أحسن ، خاصةً إذا لم يترك الزائر آخر لحظة لحجز غرفته. وأخيراً ، لا يمكن أن نقول لفاعل اقتصادي له فندق يعمل ثلاثة أشهر في السنة أن يطبق أثمنة فصل الشتاء، فلن يتمكن من إبقاء فندقه مفتوحاً ، بكل بساطة.
المصدر : مجلة فرح
و لمعرفة الوضع الحالي للجهة في ظل أزمة كوفيد ، قامت مجلة فرح بإجراء هذا الحوار مع السيدة رقية العلوي ، رئيسة المجلس الجهوي للسياحة بجهة طنجة تطوان الحسيمة.
فرح : كيف يساهم المجلس الجهوي للسياحة في تطوير القطاع في الجهة؟
كما تعلمون ، فإن المجلس الجهوي للسياحة، منذ انشائه، له مهمة واحدة وأساسية ، ألا وهي الترويج السياحي للجهة. ما معنى الترويج؟ هو بكل بساطة اعتماد خطط عمل لأجل الوصول لشريحة من الزوار الذي يمكن أن يهتموا بما تقدم و تتوفر عليه الجهة ، من هذا المنطلق ، فإن مجلسنا يعمل مع كافة الشركاء لأجل تعزيز جاذبية الجهة ، من خلال مجموعة من الأدوات والحملات الإشهارية التي قمنا بإطلاقها.
وعلى سبيل المثال ، فقد قام المجلس بعمل جبار من أجل إنشاء أدوات رقمية جديدة تمكن السائح ، سواء كان مغربيا أو أجنبياً ، من إيجاد جميع المعلومات التي تهمه و اكتشاف الوجهات الجهوية بطرق جد سهلة. خطة العمل هذه مكنت من إنشاء موقع إلكتروني مجهز بأحدث التقنيات ، و تطبيقات الهاتف لمختلف عمالات و أقاليم جهة طنجة تطوان الحسيمة.
وفي نفس السياق ، قام المجلس بشراكة مع المكتب الوطني المغربي للسياحة بإطلاق حملة “نتلاقاو فالشمال” ، التي لقيت نجاحاً كبيراً، حيث وصلت الحملة إلى أكتر من 3 ملايين مغربي.
ونضيف إلى ذلك المشاركة في مختلف المعارض السياحية ذات الأهمية بالنسبة للجهة ، كان آخرها معرض دبي للسياحة الذي نظم شهر ماي الماضي ، وكذا العمل على إحداث وجذب معارض لجهتنا كالبورصة الجهوية للسياحة ، التي عرفت مشاركة أكثر من مئتي فاعل سياحي من قرابة عشرين دولة من العالم. وستشهد جهتنا ، شهر فبراير المقبل تنظيم واحد من أكبر المعارض الدولية المتخصص في تطوير خطوط الطيران من وإلى اوروبا ، وهو ما سيعود بالنفع الكبير، حيث ستحظى جهتنا باهتمام كبير من طرف صناع القرار في مختلف شركات الطيران.
فرح: كيف دعّم المجلس الجهوي للسياحة الفاعلين السياحيين في ظل أزمة كوفيد؟
لقد عمل مجلس السياحة بشكل دائم لإيجاد حلول ملائمة للوضعية المتأزمة التي يعيشها المهنيون ، ولقد كان لنا اتصال دائم مع شركائنا سواء في الجهة أو على المستوى الوطني لطرح مجموعة من الاقتراحات، ومناقشتها ، سواء أكان ذلك مع الجمعيات الجهوية الممثلة للقطاع الخاص ، أو مع الكونفدرالية الوطنية للسياحة ، أو مع وزارة السياحة والمكتب الوطني المغربي للسياحة ، ولقد كان لهذا العمل الذي قمنا به مع مختلف الشركاء أهمية كبرى في الوصول إلى مجموعة من المخرجات والبرامج التي كان لها تأثير إيجابي على الوضعية العامة للقطاع بجهتنا.
فرح : ما هي التغييرات التي أحدثها كوفيد في القطاع في نظركم؟
الدخول في المشاكل المالية التي خلقها الوباء ، بالنسبة إلي فإن أهم التغييرات التي يجب العمل على محوها هي تلك التي تسببت للقطاع في فقدان يد عاملة مؤهلة ، لقد غادر جزء كبير من القوة العاملة القطاع ، بعد أن دامت الأزمة في القطاع السياحي لمدة أطول من قطاعات أخرى. لهذا فمن ضمن الأولويات التي يجب العمل عليها ، هو أولاً العمل على طمأنة خريجي المعاهد والمدارس المختصة فالسياحة ، لأن هؤلاء الخريجين هم مستقبل القطاع.
و ثانياً ، يجب علينا كفاعلين سياحين العمل على استرداد جاذبية القطاع، لأنه قطاع يعتمد على البشر أكثر من الآلات ، وبالتالي فإن تنافسيته تعتمد على هذه الجاذبية.
فرح :ما هو الوضع الحالي للسياحة في الجهة في ظلّ هذه التغييرات؟
الحمد لله ، الجهة بدأت تستعيد صحتها. نرى أن هناك إشارات إيجابية لفصل الصيف القادم ، وهو ما سيمكن مجموعة من الفاعلين السياحيين من استرجاع قليل مما فقدوه خلال هذه الأزمة.
فرح: الجهة غنية بالمواقع الأثرية و المؤهلات السياحية، فلماذا لا يتم استغلال و تسويق كل هذه الخصوصيات بالشكل الأمثل؟
سواء أكان ذلك من خلال الحملات الترويجية التي نقود باستمرار في الأسواق المحلية والدولية ، أو الحملات التي يقودها المكتب الوطني المغربي للسياحة ، فإن تراثنا ومؤهلاتنا دائماً حاضرة وبقوة. ولكن يجب ألا ننسى أن السائح لا يبحث فقط عن أماكن ، بل هو يبحث عن تجارب جديدة ويبحث عن وجهة تتكلم معه لغة العواطف قبل أن تتكلم معه عن المزارات والمآثر ، وهو ما نحاول القيام به للتميز على وجهات أخرى.
فرح: كيف نفسّر غلاء المنتجات السياحية الوطنية مقابل منافساتها في الأسواق الأجنبية؟
هذه المقارنة لا أساس لها. فإن كنا سنقارن ، لا يمكن مقارنة ثمن فندق 4 أو 5 نجوم بالمغرب مع شقة للكراء ببلد آخر. ، يجب أيضاً مقارنة مواسم الذروة ، حيث لا يمكن مقارنة أثمنة وجهة لا تعمل في فصل الصيف مع وجهة يكون فيها هذا الفصل هو الأهم ،
ثانياً ، جهتنا تقدم اختيارات عدة، تناسباً مع قدرة كل زائر ، فهناك فنادق ودور ضيافة وشقق فندقية وأنواع أخرى من أماكن المبيت من طرازات مختلفة ومتعددة. وزد على ذلك أنه عندما يشتري الزائر مبيته دون المرور عن طريق بعض المواقع الأجنبية ، فإن الثمن يكون أحسن ، خاصةً إذا لم يترك الزائر آخر لحظة لحجز غرفته. وأخيراً ، لا يمكن أن نقول لفاعل اقتصادي له فندق يعمل ثلاثة أشهر في السنة أن يطبق أثمنة فصل الشتاء، فلن يتمكن من إبقاء فندقه مفتوحاً ، بكل بساطة.
المصدر : مجلة فرح