وأشار بركة إلى أن هذه المشاركة لم تكن مجرد خطوة سياسية، بل جاءت في إطار رؤية استراتيجية تهدف إلى تعزيز مصداقية العمل السياسي وتقوية ثقة المواطنين في المؤسسات.
وأكد أن البرنامج الحكومي الذي يجري تنفيذه حاليًا يستند إلى توافقات بين الأحزاب المشكلة للأغلبية، ما يضمن انسجام السياسات الحكومية ويعزز من فعاليتها. كما شدد على أن العمل الحكومي لا ينبغي أن يكون مجرد تنفيذ للوعود، بل يجب أن يكون قائمًا على مقاربة تشاركية تستحضر تطلعات المواطنين وتعمل على معالجة التحديات الراهنة.
وأوضح بركة أن التحالف الحكومي أظهر قدرة على مواجهة الأزمات التي مرت بها البلاد خلال السنوات الأخيرة، مشيرًا إلى أن الحكومة استطاعت التعامل مع تداعيات الجفاف، والأثر الاقتصادي العميق لجائحة كورونا، فضلًا عن التأثيرات السلبية الناجمة عن الحرب الروسية الأوكرانية، والتي انعكست على أسعار الطاقة والمواد الأساسية. وأكد أن هذه التحديات عززت أهمية وحدة الأغلبية الحكومية والعمل المشترك على إيجاد حلول مبتكرة لمختلف الأزمات.
وفي معرض حديثه عن المشهد السياسي الحالي، حذر بركة من الانخراط المبكر في التنافس الانتخابي، معتبرًا أن ذلك قد يؤدي إلى الإضرار بمصداقية المؤسسات، ويضعف ثقة المواطنين في العمل السياسي. وأوضح أن التركيز يجب أن ينصب على إنجاز الإصلاحات المقررة بدلًا من الانشغال بالمنافسة الانتخابية قبل أوانها، مشددًا على أن الأداء الحكومي القوي هو ما سيحكم على الأحزاب في الاستحقاقات القادمة وليس الحملات السياسية المبكرة.
وأكد بركة أن حزب الاستقلال، رغم التزامه بتماسك الحكومة، لا يتردد في ممارسة دوره النقدي البناء، حيث يعمل على تنبيه الحلفاء إلى أي اختلالات قد تعرقل الأداء الحكومي. وأوضح أن النقد الذاتي عنصر أساسي في العمل السياسي الجاد، حيث يمكن من خلاله تصحيح المسار وتحسين الأداء بما يخدم مصلحة المواطنين.
وفي هذا السياق، أشار بركة إلى قضية التضخم، معتبرًا أن بعض الممارسات المرتبطة بالجشع في السوق ساهمت في ارتفاع الأسعار، وهو أمر لا يمكن تجاهله. وأكد أن الصراحة والوضوح في مناقشة هذه القضايا ضروريان لضمان اتخاذ الإجراءات المناسبة، مشددًا على أن الحكومة مطالبة بمواصلة العمل على ضبط الأسواق، واتخاذ تدابير لحماية القدرة الشرائية للمواطنين، وتعزيز الشفافية في التعامل مع الفاعلين الاقتصاديين.
واختتم بركة حديثه بالتأكيد على أن الحزب سيواصل العمل داخل الحكومة بنفس الروح، ساعيًا إلى تحقيق التوازن بين الالتزام بالتحالف الحكومي وممارسة دوره كحزب سياسي مسؤول يعمل لصالح الوطن والمواطنين، مع الحرص على تطوير العمل الحكومي والاستمرار في تقديم مقترحات من شأنها تحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية.