الأمومة بعد الثلاثين: هل يرفع سن الإنجاب من مستوى ذكاء الأطفال؟

كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون من كلية لندن للاقتصاد أن النساء اللواتي ينجبن أطفالًا بعد سن الثلاثين لديهن فرصة أكبر لإنجاب أطفال أكثر ذكاءً، اعتمدت هذه الدراسة على بيانات طويلة الأمد، حيث قارنت بين أطفال ولدوا لأمهات تحت سن الثلاثين وأطفال ولدوا لأمهات بعد هذا السن

وبعيداً عن العوامل البيولوجية والديموغرافية والاجتماعية التي تميز الأمهات الأكبر سناً، والتي لا يمكن إغفالها، أظهرت دراسة أجرتها جامعة آرهوس في الدنمارك أن الأمهات الأكبر سناً أقل استخدامًا للعقاب والعنف اللفظي مقارنة بالأمهات الأصغر سناً، مما يسهم في توفير بيئة عاطفية أكثر استقرارًا للأطفال

وفي السياق نفسه، خلصت دراسة أخرى أجريت في جامعة كولومبيا بالولايات المتحدة إلى نتائج مماثلة، حيث أشار الباحثون إلى أن "الآباء الأكبر سناً قد يكونون أقل مرونة جسديًا من الآباء الشباب، إلا أن خبرتهم ومعرفتهم الأوسع تعزز من دورهم كآباء". هذا الأمر يُظهر أن المزايا الاجتماعية يمكن أن تعوض التحديات البيولوجية التي قد يواجهها الآباء المتقدمون في السن

من الناحية الاجتماعية، قد تؤثر هذه النتائج على نظرة النساء إلى الأمومة المتأخرة، حيث قد تشجعهن على تأخير الإنجاب إلى حين تحقيق الاستقرار المهني والاقتصادي، من الناحية الاقتصادية، تطرح الدراسة تساؤلات حول السياسات الحكومية المتعلقة بدعم النساء اللاتي يقررن الإنجاب في سن متأخر، خاصة فيما يتعلق بالإجازات الوالدية والخدمات الصحية

على الصعيد الدولي، أظهرت دراسات مماثلة في الولايات المتحدة وأوروبا أن الأطفال المولودين لأمهات في سن متأخرة يتمتعون عادة باستقرار اقتصادي وعاطفي أفضل، مما ينعكس على مستوى ذكائهم وتحصيلهم الأكاديمي

ورغم أن هذه النتائج قد تبدو مشجعة، إلا أن الأمومة المتأخرة تأتي أيضًا مع تحديات كبيرة، خاصةً على المستوى البدني والعاطفي للنساء