فن وفكر

مَرايا القِيمِ في زَمَنِ التَّحوُّلِ


تَسارَعَتِ الدُّنْيا وَعاثَتْ بِنا
فَأَيْنَ القِيَمْ؟ وَمَنِ المُؤْتَمَنْ؟
تَغَنَّى البَشَرْ بِحُروفِ الكُتُبْ
وَخانُوا المَعاني بِسَيْفِ الفِتَنْ



استمع لهذه القصيدة الموسيقية / عدنان بن شقرون


أولئك الذين ما زالوا يحبون القراءة

فَهَيَّا نُرَبِّي عَلَى الحُبِّ وَالنُّورْ  
لِنَصْنَعَ مُسْتَقْبَلًا لَمْ يُدَنْ

تَسارَعَتِ الدُّنيا وعاثَتْ بِنا،
فَأينَ القِيَمْ؟ وَمَنِ المُؤتَمَنْ؟

تَغنّٰى البَشَرْ بِحُروفِ الكُتُبْ،
وَخانُوا المعاني بِسَيفِ الفِتَنْ.

لِكُلِّ مَكانٍ نُديرُ النِّقاشْ،
وَنَنسى السُّلُوكَ بِلا مُؤتَمَنْ.

فَما الفِكرُ إنْ لمْ يُقَلْ في الحَياةْ،
وما العِلمُ إنْ لمْ يُنِرْ مَن سَكَنْ؟

أَتَدرِي الأُسَرْ؟ هِيَ البِدءُ دومًا،
وَلكنَّهَا تَلهُو بِضَوءِ المِحَنْ.

وَفِي المَدرَسَاتِ دَخَلْنا الرُّقودْ،
وَمَاتَ الرُّجُوعُ لِسُننِ الزَّمَنْ.

يُرَبُّوا الصِّغارَ عَلى ما يُقالْ،
ولكِنَّهُمْ خَالَفُوا ما أُعِنْ.

وَضَاعَ الرَّجاءُ وَمَاتَ اليَقِينْ،
فَفِيمَ الدُّرُوسُ وَفِيمَ الثَّمَنْ؟

نُنادِي لِقِيمٍ، وَلَكِنْ مَتى؟
إذا لَمْ نُرَبِّ، وَنَنهَضْ مَعَنْ؟

تَعَالَوا لِنَبعَثَ نَفْسَ الجُدُودْ،
وَنَبني الجُمُوعَ بِعَينِ الوَطَنْ.

مَنَاهِجُنا لا تَكفِي بِذَاتِهَا،
وَلَا القَولُ يُجْدي وَإِنْ اِقْتَرَنَ.

بِهِمَّةِ مُرَبٍّ وَقُدوَةِ صِدْقٍ،
تُقَامُ الحَضَارَةُ وَيُفتَتَنَ.

وَلَا تَسْتَقِيمُ دُرُوبُ النُّهى،
إذا ما القِيَمْ صِرْنَ فِي الكَفَنِ.

فَهَيَّا نُرَبِّي عَلَى الحُبِّ وَالنُّورْ،
لِنَصنَعَ مُستَقبَلًا لَمْ يُدَنْ.

صَرْخَةُ التَّرْبِيَةِ فِي وَجْهِ النِّسْيَان

في زمنٍ تتسارعُ فيهِ التحوُّلاتُ وتُهدِّدُ القيمُ بالتآكل، تدعو القصيدة إلى إحياءِ التربية على المبادئ الأصيلة كضرورةٍ وجودية لبناء مجتمعٍ متماسكٍ وعادل. تُشير الأبيات إلى الفجوةِ بين التنظير والممارسة، حيثُ تُرفع القيمُ في المناهج والشعارات، لكنها تغيب في السلوك اليومي داخل الأسرة والمدرسة. تنتقد القصيدة غياب القدوة وانشغال المؤسسات التربوية بالماديات على حساب المعنى والتوجيه. وتؤكّد على أنّ التربية الناجحة تحتاج إلى جهودٍ جماعية ومناهج عملية، قِوامُها الصدق، والاحترام، والمسؤولية. كما تُبرز أنّ القيم لا تُكتسب بالكلام فقط، بل تُغرس بالفعل والنموذج، وأنّ النهضة الحقيقية لا تبدأ إلا بإصلاح النفوس وغرس الفضائل. تختم القصيدة بدعوة ملحّة إلى تربية تنبع من الحبّ والنور لبناء مستقبلٍ جدير بالإنسان.

اكتشف المزيد من أعمال المؤلف عدنان بن شقرون





الاحد 23 مارس 2025

في نفس الركن
< >

الاحد 30 مارس 2025 - 12:23 ما زلت و القمر أحيى

السبت 29 مارس 2025 - 09:16 رَمَضَانُ يُوَدِّعُنَا


              

Bannière Réseaux Sociaux

Bannière Lodj DJ















تحميل مجلة لويكاند






Buy cheap website traffic