وتوضح الأرقام أن المغرب ليس فقط أكبر مستورد للشاي الصيني في إفريقيا، بل من بين أبرز الزبائن العالميين للصين في هذا القطاع. ففي الفترة نفسها، جاءت غانا في المرتبة الثانية بعد المغرب باستيرادها شايًا بقيمة 17.5 مليون دولار، ثم تلتها السنغال بـ 11.8 مليون دولار، فموريتانيا بـ 9.5 ملايين دولار.
وفي نظرة أوسع، كشفت البيانات أن إجمالي صادرات الصين من الشاي إلى القارة الإفريقية تجاوز 108 آلاف طن خلال النصف الأول من عام 2024، بقيمة بلغت 362 مليون دولار، مما يمثل نموًا سنويًا بنسبة 4%. ويلاحظ أن الشاي الأخضر استحوذ على النصيب الأكبر من هذه الصادرات، حيث مثل أكثر من 99% من إجمالي الكمية الموجهة للأسواق الإفريقية، بينما كان الشاي الأسود وغيره من الأنواع الأخرى يشكلان حصة هامشية.
أما فيما يخص واردات الصين من الشاي الإفريقي، فقد أظهرت الأرقام أن السوق الصينية بدأت في استقبال كميات متزايدة من الشاي القادم من إفريقيا، حيث سجلت وارداتها نمواً بنسبة 8% على أساس سنوي، لتتجاوز قيمتها 11 مليون دولار، مما يعكس توجهاً نحو تنويع مصادر الشاي في الصين.
وبالنظر إلى الأرقام السنوية، فقد استورد المغرب في عام 2023 أكثر من 59 ألف طن من الشاي الصيني، بقيمة قاربت 190 مليون دولار، مع استمرار الشاي الأخضر في السيطرة على السوق المغربية، حيث مثل 99% من إجمالي الواردات. ومن حيث مصادر التوريد داخل الصين، احتلت مقاطعة تشجيانغ المرتبة الأولى في تصدير الشاي إلى المغرب، متبوعة بمقاطعة هوبي ومناطق أخرى متخصصة في إنتاج الشاي.
ويعكس هذا الإقبال الكبير على الشاي الصيني في المغرب مكانة هذا المشروب في الحياة اليومية للمغاربة، حيث يعد الشاي الأخضر مكونًا أساسياً في الثقافة المحلية، سواء في المناسبات العائلية أو الجلسات التقليدية. ومع استمرار تنامي الواردات، يبدو أن العلاقة التجارية بين البلدين في قطاع الشاي ستبقى قوية، في ظل توجه المغرب نحو تعزيز شراكاته الاقتصادية مع الصين والاستفادة من خبراتها في هذا المجال.