اتفاق تاريخي بين "اتصالات المغرب" و"إنوي" يفتح صفحة جديدة لقطاع الاتصالات في المغرب

طي صفحة النزاع: تسوية مالية وإنهاء الدعاوى القضائية
بعد سنوات من النزاع القانوني حول الهيمنة الاحتكارية على البنية التحتية للاتصالات، توصل الطرفان إلى تسوية ودية تعيد "إنوي" بموجبها 2 مليار درهم إلى "اتصالات المغرب". يأتي ذلك بعد أن كانت محكمة الاستئناف قد قضت في يوليو 2024 بإلزام "اتصالات المغرب" بدفع تعويض قدره 6.3 مليار درهم لصالح "إنوي" بسبب ممارسات مناهضة للمنافسة.

ووفقًا للاتفاق الجديد، سيتم تقليص مبلغ التعويض إلى 4.38 مليار درهم، مع تنازل الطرفين عن جميع الطعون القضائية أمام محكمة النقض. هذه الخطوة تنهي النزاع القانوني الذي استمر لسنوات، وتفتح الباب أمام إصلاح شامل لقطاع الاتصالات في المملكة.

مشاريع مشتركة لتعزيز البنية التحتية للاتصالات
أبرز ما جاء في الاتفاق هو إنشاء شركتين مشتركتين بين "اتصالات المغرب" و"إنوي"، بحصص متساوية (50/50)، لتطوير البنية التحتية للاتصالات:

شركة "فايبركو" (FiberCo):
تهدف إلى تسريع نشر شبكات الألياف البصرية في جميع أنحاء المغرب، لتوفير إنترنت عالي السرعة.

الأهداف: مليون وصلة خلال عامين، و3 ملايين وصلة في غضون 5 سنوات.
الاستثمار الأولي: جزء من 4.4 مليار درهم مخصصة للمرحلة الأولى من المشاريع.

شركة "تاوركو" (TowerCo):
تركز على تطوير ونشر شبكة الجيل الخامس (5G) عبر بناء وتجديد أبراج الاتصالات.

الأهداف: إنشاء 2000 برج خلال 3 سنوات، و6000 برج خلال 10 سنوات.
هذه المشاريع ستوفر بنية تحتية مشتركة يمكن لجميع المشغلين الحاصلين على تراخيص استخدامها، وفقًا للوائح الوكالة الوطنية لتقنين المواصلات (ANRT).

انعكاسات الاتفاق على السوق المغربية
يمثل هذا الاتفاق خطوة كبيرة نحو تطوير قطاع الاتصالات في المغرب، خاصة في ظل التحديات المتزايدة التي تواجه القطاع. ومن المتوقع أن يساهم التعاون بين "اتصالات المغرب" و"إنوي" في تحسين جودة الخدمات المقدمة للمستخدمين، وتسريع التحول الرقمي في المملكة.

كما أن هذا التعاون يأتي في وقت حساس، مع استعداد المغرب لاستضافة كأس العالم 2030، وتنفيذ استراتيجية "المغرب الرقمي 2030"، التي تهدف إلى تعزيز البنية التحتية الرقمية وتوسيع تغطية الجيل الخامس لتصل إلى 70% من السكان بحلول 2030.

"المغرب الرقمي 2030": رهانات المستقبل
يشكل الاتفاق بين "اتصالات المغرب" و"إنوي" خطوة أساسية لتحقيق أهداف استراتيجية "المغرب الرقمي 2030"، التي تسعى إلى:

توفير تغطية الجيل الخامس لـ25% من السكان بحلول 2026، و70% بحلول 2030.
تمكين 5.6 مليون أسرة من الوصول إلى شبكة الألياف البصرية بحلول 2030، منها 4.4 مليون أسرة بحلول 2026.
إلى جانب ذلك، يُتوقع أن يساهم تطوير البنية التحتية الرقمية في تعزيز مكانة المغرب كمركز إقليمي للخدمات الرقمية، وزيادة فرص العمل للشباب، وتحسين العائدات من التصدير.

تعليق التداول على أسهم "اتصالات المغرب"
نظرًا لتأثير هذا الاتفاق على السوق المالية، تم تعليق تداول أسهم "اتصالات المغرب" يوم الخميس 27 مارس 2025، بناءً على طلب من الهيئة المغربية لسوق الرساميل (AMMC).

 بداية حقبة جديدة
يمثل الاتفاق التاريخي بين "اتصالات المغرب" و"إنوي" نقلة نوعية في قطاع الاتصالات المغربي. فهو لا ينهي نزاعًا طويل الأمد فحسب، بل يفتح أيضًا آفاقًا جديدة للتعاون والابتكار. ومع إطلاق المشاريع المشتركة لتطوير شبكات الألياف البصرية والجيل الخامس، يبدو أن المغرب مستعد لدخول مرحلة جديدة من التحول الرقمي، تلبي طموحات الأفراد والقطاعات الاقتصادية المختلفة.