يتمثل هذا التدخل الطبي في تثبيت مضخة ميكانيكية داخل البطين الأيسر للقلب، تعمل على ضخ الدم مباشرة إلى الشريان الأبهر، ما يعزز وظيفة القلب لدى المرضى الذين يعانون من فشل متقدم. الجهاز مزود بوحدة تحكم خارجية تعمل عبر كابل مرتبط ببطاريتين قابلة لإعادة الشحن، مما يضمن استمرارية عمله ودعمه لوظائف القلب الحيوية. وقد مكنت هذه التقنية، المنتشرة في أوروبا وأمريكا وآسيا، المرضى من استعادة حياتهم الطبيعية وتجنب الحاجة إلى عمليات الزرع المعقدة.
قبل الخضوع للجراحة، يتعين على المريض اجتياز فحوصات دقيقة تشمل تقييم أداء القلب، وقياس وظائف البطينين الأيمن والأيسر، وتحليل الضغط الدموي الرئوي من خلال القسطرة القلبية. وبعد العملية، يخضع المرضى لبرنامج إعادة تأهيل مكثف يتضمن جلسات علاجية وفحوصات دورية، إضافة إلى الالتزام بمضادات التخثر والعناية المستمرة بمنطقة خروج الجهاز لتفادي المضاعفات.
رئيس مصلحة جراحة القلب والشرايين بالمستشفى، الطبيب العقيد يونس متقي الله، أكد أن هذا الإنجاز الطبي ينسجم مع الرؤية الملكية الرامية إلى تطوير الخدمات الصحية والاستفادة من أحدث الابتكارات الطبية. بدوره، أوضح الطبيب العقيد محمد دريسي، رئيس مصلحة الإنعاش القلبي، أن الجراحة استغرقت نحو أربع ساعات تحت تخدير معقد، مع ضرورة مراقبة دقيقة لحالة المريض خلال جميع مراحل التدخل.
من جهتها، أشارت الطبيبة المقدم نجاة معين، رئيسة مصلحة أمراض القلب السريرية، إلى أن نجاح هذه التقنية يتيح للمرضى تحسين جودة حياتهم واستعادة قدرتهم على ممارسة أنشطتهم اليومية. فيما عبّر المريض المستفيد من العملية، العريف أول محمد زوركان، عن امتنانه العميق للفريق الطبي، مؤكدًا أنه استعاد قدرته على العيش دون المعاناة من الإرهاق المزمن وضيق التنفس الذي كان يلازمه قبل التدخل الجراحي