وكانت النيابة العامة بالمحكمة الابتدائية بصفرو قد وجهت للمعتقلين الاحتياطيين بسجن بوركايز عدة تهم، من بينها "التدخل بغير صفة في وظيفة عامة والقيام بعمل من أعمالها، التهديد بارتكاب اعتداءات على الأشخاص والأموال، التحريض المباشر على ارتكاب جنح بواسطة الخطب والصياح والتهديدات المفوه بها في أماكن عمومية، العصيان ومقاومة القرارات الصادرة عن السلطات، المشاركة في عصيان تخللته أعمال عنف وضرب وجرح، والتحريض على ذلك". أما المتهم السابع، الذي نال البراءة، فكان متابعا بتهمة "نشر ادعاءات كاذبة".
وترتبط هذه القضية بالاحتجاجات التي شهدها السوق الأسبوعي "إثنين هرمومو"، حيث قررت ساكنة رباط الخير بإقليم صفرو، صباح الاثنين 10 مارس الجاري، مقاطعة التجار ومنعهم من تسويق بضائعهم، وذلك احتجاجًا على غلاء الأسعار الذي أثقل كاهل المواطنين.
وقد بدأت شرارة المقاطعة عندما أقدم بعض السكان على مطالبة بائع سمك بمغادرة السوق بسبب عرضه "السردين" بسعر 20 درهمًا للكيلوغرام الواحد، قبل أن تمتد هذه الحملة إلى الجزارين وباقي التجار، حيث اعتُبر ارتفاع أسعار اللحوم والمواد الغذائية مبررًا لهذه الخطوة الاحتجاجية.
وخلال هذه الأحداث، سادت حالة من التوتر داخل السوق، مما استدعى تدخل السلطات المحلية لاحتواء الوضع، إلا أن الاحتجاجات تحولت إلى مشاحنات، انتهت بتوقيف عدد من الأشخاص الذين وُجهت لهم تهم مختلفة مرتبطة بأعمال الشغب والتحريض والعصيان.
ورغم الأحكام المخففة التي صدرت بحق المتهمين، إلا أن هذه الواقعة تسلط الضوء على تصاعد موجة الاحتجاجات الشعبية ضد ارتفاع الأسعار، والتي باتت تتكرر في عدة مناطق، تعبيرًا عن استياء المواطنين من الظروف الاقتصادية الصعبة.