إلغاء عيد الأضحى: قراءة في القرار الملكي من منظور علم النفس الاجتماعي

سؤال 1: كيف يمكن تحليل قرار إلغاء عيد الأضحى من منظور علم النفس الاجتماعي؟

يمكن تحليل هذا القرار باستخدام نظرية التأطير الاجتماعي للقرارات (Framing Effect) في علم النفس الاجتماعي، والتي تشير إلى أن طريقة تقديم القرار تؤثر بشكل مباشر على استجابة الأفراد له. فعندما يتم تقديم القرار على أنه إجراء تضامني يأخذ بعين الاعتبار الظروف الاقتصادية الصعبة للمواطنين، فإنه ينظر إليه من زاوية أخلاقية وإنسانية، مما يعزز القبول الاجتماعي للقرار.
كما يمكن النظر إليه من خلال نظرية الامتثال الاجتماعي (Social Compliance Theory)، حيث يميل الأفراد إلى التكيف مع القرارات الصادرة عن سلطة شرعية تحظى بالمصداقية والشرعية، مثل قرارات الملك محمد السادس، مما يؤدي إلى خفض المقاومة لهذا القرار.


سؤال 2: كيف يمكن للقرار أن يؤثر على الهوية النفسية الاجتماعية والدينية للأفراد؟

في علم النفس الاجتماعي، تعتبر المناسبات الدينية مثل عيد الأضحى جزءا من الهوية الاجتماعية (Social Identity Theory) للأفراد والجماعات، حيث تعزز الشعور بالانتماء والتضامن الاجتماعي. قد يؤدي إلغاء العيد إلى شعور بعض الأفراد بفقدان جزء من هويتهم الدينية والاجتماعية، خاصة لدى الطبقات التي ترى في العيد فرصة لتعزيز الروابط العائلية والاجتماعية.
ومع ذلك، يمكن للقرار أن يفسر أيضا على أنه تكيف جماعي (Collective Adaptation) مع الواقع الاقتصادي، مما يعيد تشكيل الهوية الاجتماعية بناء على أولويات جديدة، مثل التضامن الوطني والمرونة في مواجهة الأزمات.

سؤال 3: ما تأثير القرار على الاستجابات العاطفية والنفسية للأفراد؟

يؤثر القرار على العواطف وفقا لنظرية التنافر المعرفي (Cognitive Dissonance Theory)، حيث قد يشعر الأفراد بعدم الارتياح إذا كانوا يؤمنون بأهمية عيد الأضحى دينيا، لكنهم في الوقت نفسه يدركون أن الظروف الاقتصادية تجعل الاحتفال به صعبا.
هذا التنافر قد يؤدي إلى استحابتين نفسيتين مختلفة:

1. التبرير العقلاني: قبول القرار من خلال تبني منطق التضامن الوطني.
2. الإحباط والاستياء: الشعور بالغضب أو الخيبة بسبب فقدان العيد كمناسبة دينية واجتماعية.

سؤال 4: كيف يمكن تفسير قرار الملك من منظور التأثير النفسي الاجتماعي؟

يمكن تحليل القرار من خلال نظرية القيادة التحويلية (Transformational Leadership)، حيث يتخذ القادة قرارات صعبة عندما تكون في مصلحة المجتمع على المدى الطويل. يظهر الملك محمد السادس هنا كقائد يستند إلى التأثير الأخلاقي (Moral Influence) من خلال تقديم القرار كإجراء يهدف إلى حماية الفئات الهشة.
كما يمكن النظر إليه من خلال التأثير المعياري (Normative Influence)، حيث أن اتخاذ قرار مماثل من قِبل القائد يجعل الامتثال له أكثر احتمالا، خاصة عندما يكون مدعوما بتبريرات عقلانية وأخلاقية.

سؤال 5: ما دور الظروف الاقتصادية في تشكيل الاستجابة الشعبية للقرار؟

وفقا لنظرية الإجهاد الاقتصادي والنفسي (Economic Stress Theory)، تؤدي الأزمات الاقتصادية إلى تغييرات في الأولويات السلوكية للأفراد، حيث يصبح التركيز أكثر على الحاجات الأساسية مثل الغذاء والصحة، بدلا من الاحتفالات الدينية ذات التكلفة المرتفعة.
وبذلك، فإن المواطنين الذين يعانون من ضغوط مالية قد يجدون في القرار تخفيفا للأعباء المالية، بينما قد يشعر الآخرون بأنه يمس تقاليدهم الدينية والاجتماعية. وهنا يظهر التفاعل بين العوامل الاقتصادية والنفسية في تشكيل المواقف الاجتماعية تجاه القرار.

ان من منظور علم النفس الاجتماعي، يمكن فهم قرار الملك محمد السادس بإلغاء عيد الأضحى على أنه قرار يستند إلى مبادئ التضامن الاجتماعي، والتكيف الجماعي، والتأثير القيادي. ورغم أن الاستجابات تختلف بين القبول والرفض، فإن الظروف الاقتصادية تلعب دورا رئيسيا في تشكيل مواقف الأفراد، مما يعكس أهمية العوامل النفسية والاجتماعية في تحليل ردود الفعل على القرارات السياسية الكبرى.

حوار: سارة البوفي