رؤساء الأحزاب بين الخِبرة و تجديد النُخَب

هذا هو بنكيران أينما وُِجد إلا و خلق الحدث بطريقة أو بأخرى. و مهما كانت تأويلات و قراءات تجديد الثقة في "آخر الزعامات السياسيّة" فلا يمكن إلا احترام حرية الإختلاف النابعة من حرية التعبير.

لكن أثار انتباهي تيار يلوم بنكيران على استمراره كمسؤول سياسي في الواجهة رغم "تقدمه في السن" كما جاء على ليان هؤلاء. و هنا لا بأس أن نناقش مسألة السن و تجديد النخب بأحزابنا. أعتقد أن الأمر في السياسة لا يُقاس بالعمر البيولوجي لكن باعتبارات أساسية في أي مرشح للقيادة، كالكفاءة و الكاريزما و التجربة و شبكة العلاقات. أما السن فيبقى مجرد رقم لا يمنح صاحبه أي امتياز كما لا يشكل له عائقاً متى توفرت الشروط الصحية لذلك. 

في أمريكا مثلاً، و هي أقوى دولة في العالم، الرئيس يبلغ 80 سنة و في الصين 75 سنة و في روسيا 72 سنة،كما في دول أخرى رؤساء في الثلاثينيات و الأربعينيات. فالكلمة الأولى و الأخيرة تعود للناخبين، في الدول و الحكومات كما في الأحزاب و الهيئات السياسية. الكتلة الناخبة هي التي تقرر و على الجميع احترام هذا الإختيار لأن نفس الكتلة ستعود بعد فترة لتزكي من انتخبته أو لتعاقبه. أما مسألة تجديد النخب فلا تقتصر على القيادة، فهناك الهياكل القيادية و التسييرية (الأمانة العامة أو المكتب السياسي و المجلس الوطني دون أن ننسى الفروع و دورها التأطيري). المرور من هذه الهياكل و الدرج بها و الإحتكاك داخلها هو أولى مسارات تجديد النخب.

و هذه فكرة عن أعمار القيادات الحزبية بالمغرب و الملاحظ أن غالبيتها في العقد السادس و السابع مع استثناءات قليلة جداً :

- عبّد السلام العزيز (المؤتمر الإتحادي) 73 عام
- ⁠عبد الاله بنكيران (العدالة و التنمية) 71 عام
- ⁠ادريس لشكر (الإتحاد الإشتراكي) 71 عام
- ⁠نجيب الوزاني (حزب العهد) 70 عام
- ⁠محمد جودار (الإتحاد الدستوري) 69 عام
- ⁠علي بوطوالة (الطليعة الإشتراكي) 69 عام
- ⁠محمد نبيل بنعبدالله (التقدم و الإشتراكية) 66 عام
- ⁠عزيز أخنوش (حزب الأحرار) 64 عام
- ⁠شكير أشهبار (حزب الإنصاف) 63 عام
- ⁠نزار بركة (حزب الإستقلال) 61 عام
- ⁠جمال العسري (الإشتراكي الموحد) 58 عام
- ⁠محمد أوزين (الحركة الشعبية) 56 عام
- ⁠فاطمة الزهراء المنصوري (الأصالة و المعاصرة) 50 عام.