فن وفكر

النصرُ ابنُ الجميع والهزيمةُ يتيمة


الكلُّ للنصرِ يَهتَفُ عاليًا
وحينَ تسقطُ رايةٌ، يَخفى الوَفاء
يومٌ لنا، فالكلُّ يَحملُ مَجدَهُ
ويومُ خُذلانٍ، فلا اسمٌ يُراء



استمع لهذه القصيدة الموسيقية / عدنان بن شقرون


لأولئك الذين ما زالوا يحبون القراءة

لِلنَّصرِ آباءٌ إذا لاحَ مُنتصرًا والخَطبُ إن عَزَّ انسابَتْ يَتيمتُهُ

إنْ ظَفِرَ القَومُ فالأمجادُ شاهدةٌ وإنْ خَسروا فالغُيومُ اِستَحكمتْ شُبُهُ

في مَجلِسِ الحُكومةِ الألقابُ زَاخِرَةٌ لكنْ إذا سَقَطَتْ، مَنْ يَذكُرُ السُّدَهُ؟

يَأتونَ سُرعانَ إنْ لاحَتْ مَفاتِنُها وَينْفضّونَ إذا ما جَفَّتِ السُّبُلُ

في الدِّبلوماسيَّةِ أصواتٌ تُمجِّدُها لكنْ إذا فَشِلَتْ، لا وَجهَ لا طَلَلُ

وَفي السياسةِ أقوامٌ تُبارِكُها إذا اعتَلَتْ، وإذا خابتْ، تَنَكَّرُوا

أما الرياضةُ، فالأبطالُ كُثرُهمُ فإذا انهَزَمْنا، فلا ذِكرٌ ولا صُوَرُ

إذا ارتَقى مُنتَخَبٌ، قالوا بِنَحنُ لَهُ وَإنْ هوى، صاحَتِ الألقابُ واللُّغَبُ

يُهدى الوسامُ إلى من فازَ مُبتَهِجًا وَلا يُواسى الذي خابَتْ مَساعِيهِ

فكم نَعى الناسُ من خسروا، وَمَا ذَكَروا إلّا الذينَ غَدَتْ أمجادُهم أُمَمًا

وَالدِّبلوماسيَّةُ في ساحاتِها لَهَبٌ لَها وجُوهٌ وَما أَعدَّتْ مِنْ خُطَبِ

وَالنَّصرُ يَعلُو، فَكُلُّ الناسِ تَحْمِلُهُ وَالخُذلانُ يَأتي، فَلا عَينٌ وَلا قَدَمُ

فَاعلَمْ أَخِي، إِذَا مَا الحَظُّ قَدْ نَفَرَتْ عَنكَ الجُمُوعُ، فَلَا تَأْسَفْ وَلَا تَلُمْ

وَابْنِ الخُطَا وَاثِقًا، فَالدَّهرُ مُنْصِفُهُ يَومٌ يُحيِيكَ، وَيومٌ يَطويِ القَلَمَ

أبطالُ الفوز كُثر، لكنّ الخاسرَ وحيد

هذا القصيد يعكس مفارقات النصر والهزيمة في السياسة، الدبلوماسية، والرياضة، حيث يتعدد "الآباء" عند تحقيق النجاح، بينما تبقى الهزيمةة دون اعتراف. في المجالس الحكومية، تُوزَّع الألقاب عند الصعود، لكن عند الفشل يختفي الجميع. في الدبلوماسية، تُرفع الأصوات عند الانتصارات، لكن عند الإخفاق يسود الصمت. كذلك في الرياضة، يُمَجَّد الأبطال عند الفوز، لكنهم يُنسَون عند الخسارة. القصيدة تُبرز كيف يُحتفى بالنجاح بينما يتخلى الجميع عن الخاسر، مما يعكس واقع الانتهازية في مجالات الحكم والسياسة. لكنها تنتهي بنبرة تفاؤل، داعيةً إلى الثبات رغم تقلّبات الزمن، فالأيام تدور، ولا يبقى سوى من يستمر في مسيرته بثقة.

اكتشف المزيد من أعمال المؤلف عدنان بن شقرون


النصر، الهزيمة، السياسة، الرياضة، الدبلوماسية، المجد، الفشل، النجاح، الأبطال





الجمعة 21 فبراير 2025

              















تحميل مجلة لويكاند


عناوين البوابات الإلكترونية الناطقة بالعربية المغربية





Buy cheap website traffic