فن وفكر

المسرح الكبير بالدار البيضاء لا يزال مغلقًا: تساؤلات وسخط من الفنانين والجمهور


بعد مرور ست سنوات على تسليمه في عام 2019، لا يزال المسرح الكبير للدار البيضاء، الذي يُعد أكبر صرح ثقافي في العاصمة الاقتصادية، مغلقًا أمام الجمهور. هذا الوضع يثير استغراب وسخط الفنانين والجمهور، خاصة مع الميزانية الضخمة التي بلغت 1.4 مليار درهم لإنشاء هذا المشروع الثقافي الضخم، الذي صممه المهندسان كريستيان دو بورتزامبارك ورشيد الأندلسي.



غياب موعد رسمي للافتتاح
رغم انتهاء الأشغال منذ عام 2019، لم يتم الإعلان عن موعد رسمي لافتتاح المسرح. وعند استفسارها عن الأمر، اكتفت نبيلة الرميلي، رئيسة مجلس مدينة الدار البيضاء، بعبارة "إن شاء الله"، دون تقديم أي تفاصيل إضافية، مما زاد من حالة الغموض بشأن مصير هذا الصرح الثقافي.

تساؤلات الفنانين والجمهور
في ظل هذا الجمود، بدأ الفنانون والمهنيون الثقافيون في التعبير عن استيائهم. من بين هؤلاء، الفكاهي جاد المالح، الذي تساءل علنًا عن سبب عدم تشغيل المسارح الجديدة في الدار البيضاء والرباط، خاصة مع إعلان تواريخ جولته الجديدة لعام 2025، التي لم تشمل عروضًا في المغرب. كتب المالح عبر حساباته:

"لا أفهم كيف لا تزال مسارحنا الرائعة في الدار البيضاء والرباط مغلقة"، مضيفًا بالدارجة المغربية: "إوا باز"، في إشارة إلى استغرابه من الوضع.

الجمهور أيضًا عبر عن إحباطه عبر مواقع التواصل الاجتماعي، متسائلًا عن سبب استمرار إغلاق هذا الصرح الثقافي رغم اكتمال بنائه منذ سنوات.

أسباب التأخير: غياب نموذج إدارة واضح
أحد الأسباب الرئيسية التي تُعزى إلى هذا التأخير هو غياب نموذج إداري واضح لتشغيل المسرح. خلال ندوة نقاشية في ماي 2024، صرحت نبيلة الرميلي بأن مجلس المدينة لا يزال يدرس أنسب نموذج إداري لضمان تشغيل المسرح، مشيرة إلى أن خسائر التشغيل السنوية قد تتجاوز 100 مليون درهم.

اتفاقيات إدارة غير مفعلة
رغم هذا التبرير، فإن الوضع يبدو أكثر تعقيدًا، خاصة أن شركة التنمية المحلية Casa Aménagement، المشرفة على المشروع، كانت قد وقعت في عام 2021 اتفاقية مع شركة Casa Event et Animation لتتولى الإدارة الفنية للمسرح. كما تم الاتفاق مع الشركة الفرنسية Fimalac لتقديم الدعم التقني وتدريب فريق مغربي لتولي الإدارة بعد فترة تشغيل مدتها عامان. ومع ذلك، لم يتم تفعيل هذه الاتفاقيات حتى الآن.

مطالب بإجراء تدقيق نهائي
في محاولة لفهم أسباب الجمود، طالبت شركة Casa Aménagement بإجراء تدقيق نهائي للمشروع. وقد تم تكليف مكتب فيزازي وشركاؤه بإجراء هذا التدقيق الخارجي، الذي سيشمل الجوانب المتعلقة بـ:

المشتريات
الحوكمة
التنظيم
التمويل

تساؤلات حول مستقبل المشروع
رغم هذه الخطوات، لا يزال الغموض يكتنف مصير المسرح الكبير للدار البيضاء. وبينما ينتظر الجميع تعيين الجهة المسؤولة رسميًا عن تشغيله، يبقى السؤال الأكبر: متى ستفتح أبواب هذا الصرح الثقافي أمام الجمهور؟

أهمية المسرح الكبير للدار البيضاء
يُعتبر المسرح الكبير للدار البيضاء مشروعًا طموحًا يعكس رؤية المملكة لتعزيز البنية التحتية الثقافية. يقع المسرح في موقع استراتيجي يطل على ساحة محمد الخامس، ويهدف إلى أن يكون مركزًا لاستقطاب الفعاليات الثقافية والفنية الكبرى، مما سيعزز من مكانة الدار البيضاء كوجهة ثقافية على المستوى الوطني والدولي.

في انتظار حلول واضحة وإرادة سياسية لتشغيل هذا الصرح الثقافي، يبقى المسرح الكبير مغلقًا، مما يثير استياء الفنانين والجمهور الذين يرون فيه فرصة ضائعة لتعزيز المشهد الثقافي في المغرب.

Sara Elboufi
سارة البوفي كاتبة وصحفية بالمؤسسة الإعلامية الرسالة مقدمة البرنامج الإخباري "صدى الصحف" لجريدة إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الخميس 13 مارس 2025

              















تحميل مجلة لويكاند






Buy cheap website traffic