البرنامج الثقافي للدورة يبدو مكثفاً وحيوياً، إذ سيتضمن ما معدله 26 فعالية يومية، تجمع بين الندوات الفكرية، والحوارات المباشرة، والقراءات الشعرية، وتقديم الإصدارات الجديدة. ما يزيد عن 760 مشاركاً من مثقفين وكتاب وأكاديميين سيغنون هذا اللقاء من داخل المغرب وخارجه، مما يعكس غنى وتنوع الساحة الثقافية العربية والدولية.
الشارقة، التي اختيرت كضيف شرف لهذه الدورة، ستحضر بوفد رفيع يمثل مختلف أوجه الحراك الثقافي في دولة الإمارات. ويتوقع أن تسلط مشاركتها الضوء على التجربة الإماراتية في دعم الأدب وصناعة النشر، من خلال تنظيم ندوات ولقاءات مع مؤلفين وناشرين، إضافة إلى تقديم ورش فنية للأطفال، وعروض تراثية، ولقاءات متخصصة في الخط العربي بشراكة مع فنانين مغاربة، مما يمنح الحضور فرصة التفاعل مع مشهد ثقافي غني وعابر للحدود.
وحرصت وزارة الشباب والثقافة والتواصل، الجهة المنظمة للمعرض، على أن تكون هذه الدورة مناسبة لتكريم عدد من الرموز الإبداعية المغربية والعربية، إلى جانب الاحتفاء بمغاربة العالم، في خطوة تهدف إلى ربط الجسور الثقافية بين الجاليات المغربية بالخارج والوطن الأم. ويشمل هذا التكريم شخصيات وازنة مثل عبد الله بونفور، والراحلان أحمد غزالي وإدريس الشرايبي، إلى جانب أمينة بن هاشم العلوي، التي صنعت تاريخاً في الإعلام الأوروبي كأول صحفية مغربية بإذاعة وتلفزيون بلجيكا.
وفي كلمته خلال الندوة الصحفية، شدد وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد المهدي بنسعيد، على أن المعرض يمثّل واجهة حضارية تسعى لترسيخ روح التعاون الثقافي العربي والانفتاح على مختلف التعبيرات الفكرية، مشيراً إلى أن الرباط تستعد من خلال هذا الحدث لتتوج بلقب العاصمة العالمية للكتاب سنة 2026.
أما إدريس اليزمي، رئيس مجلس الجالية المغربية بالخارج، فقد اعتبر أن الاحتفاء بإدريس الشرايبي هو فرصة لاستكشاف مسار أحد أعمدة الأدب المغربي الحديث، ولتتبع تطورات الإنتاج الثقافي في صفوف الجاليات المغربية، خاصة بروز أصوات نسائية جديدة تحمل رؤى مختلفة عما عرفه الجيل الأول من المهاجرين.
ولم تغفل هذه الدورة أهمية فئة الأطفال، حيث أعد لها برنامج متكامل يضم أكثر من 700 نشاط تربوي وترفيهي داخل فضاءات متعددة، من بينها ورش الرسم والقراءة، بالإضافة إلى جناح مخصص لكتب الأشرطة المصورة المستوحاة من السلسلة الكرتونية الشهيرة "السنافر".