وحملت الأمسية الختامية طابعًا تكريميًا لمجموعة من المخرجين الشباب الذين بصموا على حضور لافت خلال هذه الدورة، من بينهم سلمى قرطبي التي نالت جائزة الجمهور عن فيلمها الوثائقي، وعمر زعفاوي الذي حظي بتنويه خاص عن عمله، إلى جانب سفيان سلمات المتوج بجائزة أفضل فيلم روائي قصير، وسكينة سعدي التي أحرزت جائزة أفضل فيلم وثائقي.
وفي تصريح لها عقب تتويجها ، عبّرت إيناس لوهير عن امتنانها للفوز، معتبرة أن هذا الاعتراف يعكس تفاعل الجمهور مع قصة فيلمها، المستوحاة من حياة جدها في قرية قريبة من بنجرير تعاني من صعوبة في الولوج إلى الماء. وأوضحت أن الفيلم يروي، بتوازٍ، تجربة هجرة جدها ورحلة العائلة إلى المغرب، حيث خُتمت القصة بعودة الجد ليرقد في أرضه، وما رافق ذلك من لمّ شمل عائلي مؤثر.
لجنة التحكيم، التي ترأستها المخرجة مريم بنمبارك، عبّرت عن إعجابها بتنوع وغنى الأفلام المعروضة، مؤكدة أن ما ميز هذه الدورة هو قوة الحكايات التي جاءت من صميم الواقع المغربي، ورويت بأصوات أصحابها. وشددت بنمبارك على أهمية فتح المجال أمام الشباب للتعبير عن أنفسهم، داعية الجيل السينمائي السابق إلى تقديم الدعم والنصح لمن يسيرون في الدرب نفسه.
من جانبها، أوضحت نزيهة الحوكي، مؤسسة المهرجان وأستاذة بجامعة الأخوين، أن هذا الحدث السينمائي ما هو إلا ثمرة إيمان عميق بقدرات الشباب، مشيدة بالأفلام التي سلطت الضوء على قصص من المغرب المنسي، ذاك المغرب الذي نادراً ما يُستحضر في لغة السينما.
أما الحفل الختامي، فقد شكل احتفالاً بالأمل السينمائي، واحتفاء بجيل جديد من المبدعين الذين نقلوا نبض الواقع المغربي بلغة الصورة، معلنين عن أنفسهم كأصوات تحمل ملامح سينما مغربية متجددة ومتعددة