وعد كارتر، الذي حمل شعار "الصدق والأخلاق في السياسة"، بإعادة الأخلاق إلى البيت الأبيض، لكنه واجه صعوبات كبيرة خلال فترة رئاسته، التي انتهت بخسارته أمام رونالد ريغان في انتخابات 1980.
على الرغم من قصر فترة رئاسته، إلا أن كارتر ترك بصمة واضحة على السياسة الخارجية الأمريكية. فقد نجح في تحقيق سلام تاريخي بين إسرائيل ومصر، وأسهم في تعزيز حقوق الإنسان كجزء من السياسة الخارجية الأمريكية. كما كان له دور مهم في تعزيز العلاقات الأمريكية مع الصين، ما ساعد في فتح أبواب التفاهم بين الشرق والغرب. لكن على الصعيد الداخلي، كانت رئاسته هشة بفعل الأزمات الاقتصادية التي هزت أمريكا، أبرزها أزمة الطاقة وارتفاع التضخم، بالإضافة إلى أزمة الرهائن في إيران، التي أثرت سلبًا على مكانته السياسية.
رغم ذلك، لا يمكن اختصار إرث كارتر في سنوات رئاسته فقط، فخلال أربعة عقود من العمل بعد مغادرته البيت الأبيض، أصبح شخصية دولية بارزة. أسس "مركز كارتر" الذي كان له دور كبير في محاربة الفقر، الأمراض، وتشجيع السلام في أنحاء مختلفة من العالم. تمكن من إعادة اختراع فكرة ما بعد الرئاسة، حيث أصبح رمزًا إنسانيًا يعمل بلا كلل من أجل القضايا العالمية. هذا النهج الخيري نال إعجاب العديد من الرؤساء الذين جاءوا بعده، مثل بيل كلينتون وجورج بوش الابن.
حصل كارتر على جائزة نوبل للسلام في عام 2002، تقديرًا لجهوده في تعزيز السلام وحقوق الإنسان حول العالم. وفي سن الشيخوخة، ظل صريحًا في مواقفه السياسية، منتقدًا سياسات كل من جورج دبليو بوش وباراك أوباما، بل وكان من أبرز المعارضين لإعادة انتخاب دونالد ترامب في عام 2019، حيث وصف استمراره في الحكم بـ "الكارثة" على الولايات المتحدة