آخر الأخبار

وزير الزراعة الإسباني : الروابط مع المغرب تتفوق على قرار محكمة العدل الأوروبية


خلال اجتماع وزراء الزراعة الأوروبيين الذي عقد في لوكسمبورغ، قدم وزير الزراعة ومصايد الأسماك الإسباني لويس بلاناس، تصريحات مهمة تؤكد على متانة العلاقات بين إسبانيا والاتحاد الأوروبي مع المغرب، رغم القرار الأخير الصادر عن محكمة العدل الأوروبية، والذي قضى بإلغاء اتفاقيات الصيد البحري بين الطرفين



 واعتبر بلاناس أن العلاقات مع المغرب تتجاوز بكثير قرارا قضائي، مشيرًا إلى أن الشراكة الاستراتيجية مع المغرب تظل قوية ومهمة لكل من الاتحاد الأوروبي وإسبانيا.

وخلال مداخلته، أوضح بلاناس أن القرار القضائي الصادر في 4 أكتوبر، والذي يتعلق بإلغاء الاتفاقيات التجارية التي أبرمت في عام 2019، لا يقلل من أهمية هذه العلاقة الثنائية بين الاتحاد الأوروبي والمغرب، مؤكدًا أن الاتحاد ملتزم بتعميق شراكته الاستراتيجية مع المغرب، وشدد الوزير على أن الاتحاد الأوروبي يسعى جاهدًا للحفاظ على علاقاته الاقتصادية والسياسية مع المغرب، الذي يعتبر شريكًا استراتيجيًا محوريًا في المنطقة.

من جانبه، أشار بلاناس إلى أن العلاقات مع المغرب تمثل أولوية قصوى للاتحاد الأوروبي، وأن هذا الأخير سيواصل تحديد سياسته الخارجية بناءً على المعاهدات الدولية الموقعة بين دوله الأعضاء، وذلك بالرغم من الأحكام القضائية.

 ولفت إلى أن الاتحاد الأوروبي يعتبر هذه الشراكة مع المغرب عنصرًا أساسيًا في سياسته الخارجية، وأنه لن يسمح بأن تؤثر هذه الأحكام سلبًا على العلاقات الثنائية المهمة التي تطورت على مر العقود.

وفي سياق متصل، تناول بلاناس موقف القادة الأوروبيين خلال قمة بروكسل الأخيرة، حيث أعرب هؤلاء عن "مفاجأتهم" من قرار محكمة العدل الأوروبية، مؤكدين أن المحكمة لا تملك الصلاحيات اللازمة لتحديد توجهات السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي. 

واعتبر بعض المسؤولين الأوروبيين أن الحكم القضائي قد يكون تجاوزًا لصلاحيات المحكمة، ما أثار نقاشًا واسعًا داخل الاتحاد حول كيفية التعامل مع هذا القرار القضائي.

وفي هذا الإطار، شدد القادة الأوروبيون على أن الاتحاد الأوروبي ملتزم بالحفاظ على العلاقات الوثيقة مع المغرب، وتعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات، بما في ذلك التجارة والزراعة والأمن. 

وأشاروا إلى أن إلغاء الاتفاقيات بشكل فوري قد يضر بالمصالح الأوروبية، لا سيما فيما يتعلق بالسياسات الخارجية المشتركة، ولذلك، قررت محكمة العدل الأوروبية تأجيل تنفيذ قرار إلغاء اتفاقيات التجارة ومصايد الأسماك لمدة 12 شهرًا، بهدف منح الاتحاد الأوروبي الوقت الكافي لإجراء التعديلات اللازمة على سياسته الخارجية وتجنب أي آثار سلبية محتملة.

بالإضافة إلى ذلك، أكد بلاناس أن الاتحاد الأوروبي يعي تمامًا أهمية استقرار العلاقة مع المغرب، وخاصة في ضوء التحديات المشتركة التي يواجهها الطرفان في منطقة البحر الأبيض المتوسط، وأوضح أن إسبانيا، بصفتها واحدة من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، تسعى جاهدة لتعزيز التعاون مع المغرب في مختلف المجالات، بدءًا من الزراعة والتجارة وصولاً إلى الأمن ومصايد الأسماك.

ومن المقرر أن يعيد لويس بلاناس طرح هذه القضايا في اجتماع وزراء الزراعة لدول البحر الأبيض المتوسط، الذي سيعقد قريبًا في العاصمة المغربية الرباط، والذي يؤكد على أهمية تعزيز التعاون الزراعي والتجاري بين المغرب ودول الاتحاد الأوروبي، ذلك أن المغرب يعد شريكا رئيسيا في المنطقة ولا يمكن تجاهل دوره المحوري في العديد من القضايا الاقتصادية والسياسية

وفي هذا السياق، أشار بلاناس إلى أن التحديات القانونية والسياسية الراهنة يجب أن تُواجه بروح التعاون والشراكة، مؤكدًا أن العلاقات الثنائية بين الاتحاد الأوروبي والمغرب تمتد إلى ما هو أبعد من أي قرار قضائي. وشدد على أن إسبانيا ستواصل لعب دور محوري في دعم وتعميق هذه العلاقات، مع السعي إلى إيجاد حلول قانونية ودبلوماسية تحفظ مصالح جميع الأطراف المعنية.

وفي ختام تصريحاته، أشار بلاناس إلى أن المستقبل يحمل فرصًا جديدة لتطوير هذه الشراكة الاستراتيجية مع المغرب، وأن الاتحاد الأوروبي يعمل بجد على تطوير سياسات تعزز التعاون في المجالات الزراعية والاقتصادية والسياسية، بما يعود بالنفع على الطرفين

 

وزير الزراعة الإسباني، لويس بلاناس، العلاقات الإسبانية-المغربية، محكمة العدل الأوروبية، اتفاقيات مصايد الأسماك، الشراكة الاستراتيجية، الاتحاد الأوروبي


Aicha Bouskine
عائشة بوسكين صحافية خريجة المعهد العالي للإعلام والاتصال، باحثة في العلوم السياسية وصانعة محتوى في إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الثلاثاء 22 أكتوبر 2024

              














تحميل مجلة لويكاند






Buy cheap website traffic