صحتنا

هوامش ربح الصيادلة في المغرب: جدل يتجدد بين العدالة الصحية والمصالح الاقتصادية


أعاد فيديو متداول بقوة على مواقع التواصل الاجتماعي النقاش حول قضية حساسة تتعلق بهوامش ربح الصيادلة في المغرب، وهو موضوع يمتزج فيه الجانب الاقتصادي بالجانب الصحي، ويثير تساؤلات حول عدالة النظام التسعيري الحالي ومدى تأثيره على المواطنين، خاصة الفئات ذات الدخل المحدود.



هوامش الربح: مقارنة تثير الجدل
المعطيات التي وردت في الفيديو تُظهر أن هوامش الربح التي يجنيها الصيادلة في المغرب تتجاوز بشكل كبير تلك المسجلة في دول أخرى مثل تركيا، بلجيكا، والبرتغال. هذا التفاوت يفتح الباب أمام تساؤلات مشروعة حول الأسباب التي تجعل النظام التسعيري المغربي منحازًا بشكل واضح لصالح الصيادلة، على حساب القدرة الشرائية للمواطنين.

في دول مثل تركيا والبرتغال، تعتمد الأنظمة الصحية على سياسات تسعير صارمة تهدف إلى ضمان وصول الأدوية بأسعار معقولة للجميع. في المقابل، يبدو أن النظام المغربي يفتقر إلى هذه الصرامة، مما يؤدي إلى ارتفاع أسعار الأدوية بشكل يثقل كاهل المواطنين، خاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تعيشها البلاد.

غضب شعبي ودعوات للتغيير
انتشار هذه المعطيات أثار موجة من الغضب الشعبي على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عبّر العديد من المواطنين عن استيائهم من الوضع الحالي وطالبوا بإصلاحات جذرية تضمن عدالة تسعير الأدوية. هذا الغضب يعكس إحساسًا مشتركًا بضرورة إعادة النظر في هذا القطاع الحيوي الذي يرتبط ارتباطًا وثيقًا بصحة المواطنين وحقهم في الحصول على العلاج بأسعار معقولة.

الدعوات للتغيير لا تقتصر فقط على مراجعة هوامش الربح، بل تشمل أيضًا وضع آليات رقابة فعّالة لضمان الشفافية في إدارة القطاع، وكسر الاحتكار الذي يسيطر على سوق الأدوية. هذه المطالب تعكس رغبة واضحة في تحقيق عدالة اجتماعية وصحية، بما يضمن مصلحة المواطن كأولوية.

أبعاد اقتصادية واجتماعية
قضية هوامش ربح الصيادلة تجمع بين الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية، ما يجعل منها اختبارًا حقيقيًا للثقة بين المواطنين ومنظومة السياسة الصحية في البلاد. فمن جهة، ترتبط هذه القضية بارتفاع تكاليف المعيشة وتراجع القدرة الشرائية للمواطنين، ومن جهة أخرى، تمس أحد أهم حقوق الإنسان الأساسية، وهو الحق في الصحة.

النظام الصحي في المغرب بحاجة إلى إصلاحات شاملة تأخذ بعين الاعتبار التوازن بين مصالح الصيادلة واحتياجات المواطنين. فالصيادلة بلا شك يلعبون دورًا حيويًا في توفير الأدوية، لكن هذا لا يعني أن تحقيق الأرباح يجب أن يكون على حساب صحة المواطنين، خاصة الفئات الأكثر هشاشة.

خطوات نحو الإصلاح

إصلاح النظام التسعيري للأدوية في المغرب يتطلب إرادة سياسية قوية وخطوات عملية تشمل:

1. مراجعة هوامش الربح: وضع سقف معقول لهوامش الربح بما يتماشى مع المعايير الدولية ويضمن أسعارًا عادلة للأدوية.
2. تعزيز الرقابة: إنشاء آليات رقابة فعّالة لضمان الشفافية ومنع الاحتكار في سوق الأدوية.
3. **توسيع التغطية الصحية**: تحسين نظام التغطية الصحية لتشمل الفئات الأكثر هشاشة وضمان وصول الجميع إلى الأدوية الأساسية.
4. تشجيع المنافسة: دعم الصناعة الدوائية المحلية وتشجيع المنافسة لتقليل الاعتماد على الاستيراد وخفض التكاليف.

قضية هوامش ربح الصيادلة في المغرب ليست مجرد موضوع اقتصادي، بل هي قضية اجتماعية وصحية بامتياز. إعادة النظر في هذا القطاع الحيوي وضمان عدالته وشفافيته يشكلان خطوة ضرورية لتحقيق العدالة الاجتماعية وتعزيز ثقة المواطنين في منظومة السياسة الصحية. في النهاية، يبقى الهدف الأسمى هو ضمان أن تكون صحة المواطن فوق كل اعتبار، وأن يكون النظام الصحي في خدمة الجميع بلا استثناء.

Sara Elboufi
سارة البوفي كاتبة وصحفية بالمؤسسة الإعلامية الرسالة مقدمة البرنامج الإخباري "صدى الصحف" لجريدة إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الاربعاء 9 أبريل 2025

              

Bannière Réseaux Sociaux

Bannière Lodj DJ















تحميل مجلة لويكاند






Buy cheap website traffic