صحتنا

هل تعاني المصابات بتكيس المبايض من مقاومة الأنسولين؟


متلازمة تكيس المبايض (PCOS) هي واحدة من أكثر اضطرابات الغدد الصماء شيوعًا بين النساء في سن الإنجاب، حيث تؤثر على التوازن الهرموني وتسبب أعراضًا مثل عدم انتظام الدورة الشهرية، زيادة الوزن، حب الشباب، ونمو الشعر الزائد. ولكن من بين العوامل الأكثر ارتباطًا بهذه المتلازمة، هناك مسألة مقاومة الأنسولين، والتي يعتقد أنها تلعب دورًا رئيسيًا في تطور الحالة. فهل تعاني جميع المصابات بتكيس المبايض من مقاومة الأنسولين؟ وكيف يمكن التعامل مع هذا الأمر؟



ما هي مقاومة الأنسولين؟
الأنسولين هو هرمون أساسي يفرزه البنكرياس، يساعد الخلايا على امتصاص الجلوكوز (السكر) من الدم واستخدامه كمصدر للطاقة. عند حدوث مقاومة الأنسولين، تصبح الخلايا أقل استجابة لهذا الهرمون، مما يدفع البنكرياس إلى إنتاج المزيد من الأنسولين لتعويض هذا النقص في الاستجابة.

ارتفاع مستويات الأنسولين في الجسم قد يؤدي إلى زيادة تخزين الدهون، اضطراب التمثيل الغذائي، وزيادة مخاطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني. كما أن الأنسولين الزائد قد يحفز المبايض على إنتاج المزيد من الهرمونات الذكرية (الأندروجينات)، مما يؤدي إلى تفاقم أعراض تكيس المبايض.

ما العلاقة بين تكيس المبايض ومقاومة الأنسولين؟
تشير الدراسات إلى أن حوالي 70% من النساء المصابات بتكيس المبايض يعانين من درجة معينة من مقاومة الأنسولين، حتى وإن لم يكن لديهن زيادة في الوزن. ويعود ذلك إلى عدة عوامل، أبرزها:

✔ خلل في استجابة الخلايا للأنسولين: حيث تصبح خلايا الجسم أقل حساسية له، مما يؤدي إلى زيادة مستوياته في الدم.
✔ زيادة إنتاج الأندروجينات: تؤثر مقاومة الأنسولين على المبايض، مما يحفزها على إفراز المزيد من الهرمونات الذكرية، وهذا يؤدي إلى عدم انتظام الإباضة وظهور أعراض مثل حب الشباب ونمو الشعر غير المرغوب فيه.
✔ الارتباط بالسمنة وزيادة الوزن: الكثير من النساء المصابات بتكيس المبايض يعانين من صعوبة فقدان الوزن بسبب تأثير مقاومة الأنسولين على عملية التمثيل الغذائي وتخزين الدهون.

هل جميع المصابات بتكيس المبايض يعانين من مقاومة الأنسولين؟
الإجابة لا، فبينما تعاني نسبة كبيرة من النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض من مقاومة الأنسولين، هناك أخريات لديهن مستويات طبيعية من الأنسولين. فالأمر يعتمد على عدة عوامل، مثل الوراثة، الوزن، نمط الحياة، ومستوى النشاط البدني.

بعض النساء النحيفات المصابات بتكيس المبايض قد لا يعانين من اضطرابات الأنسولين، لكنهن قد يواجهن مشكلات أخرى مثل عدم التوازن الهرموني واضطرابات الإباضة.

كيف يمكن إدارة مقاومة الأنسولين لدى المصابات بتكيس المبايض؟
لحسن الحظ، هناك طرق فعالة يمكن أن تساعد في تحسين حساسية الأنسولين والتقليل من أعراض تكيس المبايض، من بينها:

 اتباع نظام غذائي متوازن 
التركيز على الأطعمة منخفضة المؤشر الجلايسيمي (GI) التي لا ترفع مستويات السكر في الدم بسرعة، مثل:
 الخضروات الورقية
 البروتينات الصحية (الدجاج، السمك، البيض)
 الدهون الصحية (زيت الزيتون، الأفوكادو، المكسرات)
الحبوب الكاملة (الشوفان، الكينوا، الأرز البني)
تقليل الكربوهيدرات البسيطة مثل السكر الأبيض، الخبز الأبيض، والحلويات.
تناول الألياف بكثرة لأنها تساعد على تنظيم امتصاص السكر في الدم.

 ممارسة التمارين الرياضية بانتظام 
تساعد التمارين الهوائية مثل المشي السريع، السباحة، وركوب الدراجة في تحسين حساسية الجسم للأنسولين.
تمارين المقاومة ورفع الأوزان تساعد أيضًا في بناء العضلات، مما يزيد من استهلاك الجسم للجلوكوز بطريقة أكثر كفاءة.

إنقاص الوزن (إذا لزم الأمر) 
حتى خسارة 5-10% من الوزن قد تساعد في تحسين التوازن الهرموني وتقليل مقاومة الأنسولين، مما يحسن فرص الحمل ويقلل من أعراض تكيس المبايض.

 تناول المكملات الغذائية المفيدة 
الإينوزيتول (Inositol): مكمل شائع لتحسين حساسية الأنسولين وتنظيم الدورة الشهرية.
أوميجا 3: يساعد في تقليل الالتهابات وتحسين صحة الأيض.
فيتامين د: له دور في تحسين مقاومة الأنسولين لدى بعض النساء.

 الحد من التوتر وتحسين نمط الحياة 
التوتر المزمن يزيد من إنتاج الكورتيزول، مما قد يفاقم مقاومة الأنسولين.
ممارسة التأمل، اليوغا، وتقنيات التنفس العميق تساعد في تقليل مستويات التوتر وتحسين التوازن الهرموني.

 الأدوية (عند الحاجة) 
بعض الحالات قد تتطلب تدخلًا طبيًا باستخدام أدوية مثل الميتفورمين (Metformin)، وهو دواء يُستخدم عادة لمرضى السكري من النوع الثاني، لكنه يساعد أيضًا في تحسين حساسية الأنسولين لدى المصابات بتكيس المبايض.
قد يوصي الطبيب باستخدام أدوية تنظيم الدورة الشهرية، مثل حبوب منع الحمل الهرمونية، في بعض الحالات.

 الاهتمام بالنظام الغذائي والنشاط البدني هو المفتاح
بينما لا تعاني جميع النساء المصابات بتكيس المبايض من مقاومة الأنسولين، إلا أن العلاقة بينهما وثيقة في العديد من الحالات. يمكن تحسين الأعراض بشكل كبير من خلال تبني نمط حياة صحي، تقليل استهلاك السكر، وممارسة الرياضة بانتظام.

إذا كنتِ مصابة بتكيس المبايض وتشعرين بأعراض مثل التعب المزمن، صعوبة فقدان الوزن، اشتهاء السكريات، أو عدم انتظام الدورة الشهرية، فقد يكون من المفيد استشارة طبيب مختص لإجراء فحوصات حساسية الأنسولين ووضع خطة علاجية تناسب حالتك.

بالعادات الصحية السليمة، يمكنكِ التحكم في الأعراض وتحسين جودة حياتكِ بشكل كبير! 

Sara Elboufi
سارة البوفي كاتبة وصحفية بالمؤسسة الإعلامية الرسالة مقدمة البرنامج الإخباري "صدى الصحف" لجريدة إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الخميس 20 مارس 2025

              

Bannière Réseaux Sociaux

Bannière Lodj DJ















تحميل مجلة لويكاند






Buy cheap website traffic