وخلال كلمته الافتتاحية، التي حضرها نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الإيطالي، أنطونيو تاجاني، شدد ميارة على أهمية توطيد أواصر التعاون بين دول البحر الأبيض المتوسط في مختلف المجالات، بما في ذلك الاقتصاد والثقافة والتنمية الاجتماعية، مشيرًا إلى أن تعزيز قيم التعايش والسلام يعد خطوة أساسية لضمان مستقبل أكثر استقرارًا وازدهارًا للمنطقة.
وفي السياق ذاته، تطرق ميارة إلى مستجدات الأوضاع في المنطقة، متوقفًا عند الاتفاق الأخير لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والذي رأى فيه خطوة إيجابية نحو التهدئة، مبرزًا دور برلمان البحر الأبيض المتوسط في تعزيز الحوار بين الأطراف المعنية. كما أكد على ضرورة تكثيف الجهود المشتركة لمواجهة التحديات الكبرى التي تواجه المنطقة، بما فيها الجريمة المنظمة، والإرهاب، والتطرف، والتغيرات المناخية، والتحديات الأمنية، وقضايا الهجرة غير الشرعية.
وشهدت الجلسة الإعلان عن انضمام البحرين كعضو جديد في برلمان البحر الأبيض المتوسط، إلى جانب انضمام المملكة العربية السعودية بصفة عضو مراقب. كما أشاد ميارة بالحضور الوازن الذي ميز هذا الاجتماع، حيث شارك أكثر من 300 مندوب يمثلون البرلمانات الوطنية، والمنظمات الإقليمية والدولية، والمؤسسات الأكاديمية، والبعثات الدبلوماسية، والقطاعات الاقتصادية، مما عزز من أهمية هذا اللقاء كمنصة دولية للدبلوماسية البرلمانية تسعى إلى دفع الحوار والتعاون في منطقة البحر الأبيض المتوسط والخليج.
كما حضر هذا الاجتماع عدد من الشخصيات البارزة، من بينهم رئيس مجلس النواب الإيطالي، والمفوض الأوروبي المكلف بمنطقة المتوسط، ونائب المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة، إلى جانب العديد من رؤساء وممثلي البرلمانات المتوسطية.د
وتجدر الإشارة إلى أن برلمان البحر الأبيض المتوسط، الذي تأسس عام 2005 بمبادرة من البرلمانات الوطنية لدول المنطقة الأورومتوسطية، يهدف إلى تعزيز التعاون السياسي والاقتصادي والاجتماعي بين أعضائه، سعياً لإيجاد حلول مشتركة لمختلف القضايا الإقليمية والدولية، ولإرساء بيئة مستقرة يسودها السلام والتنمية المستدامة لشعوب المنطقة