وتمتد واحة تافيلالت على سفوح التلال الجنوبية الشرقية للمملكة على مساحة جغرافية كبيرة تقدر بنحو 200 كيلومتر مربع، انطلاقا من منبع وادي زيز بجبل عياشي ، وصولا إلى الريصاني، مرورا بالرشيدية وأرفود .
وتعتبر القصور والقصبات من أهم عناصر التراث الثقافي لتافيلالت، وهي منطقة تتميز بهذا النوع من السكن الجماعي المحصن. وتتميز القصبة ، مقارنة بالقصر ، بحسب انتمائها لشخص واحد أو عائلة .
ويتميز القصر الفيلالي بخصائص معمارية تتجلى بشكل خاص في وجود أربعة جدران وأبراج وباب واحد كان يُفتح في الصباح ويُغلق ليلا لحماية سكانه من الأخطار الخارجية ، وتعكس هذه البنية قيم التضامن والتعاون والتعايش الذي يميز هذه الفضاءات .
كما يعكس الطابع المعماري ونمط العيش المشترك بالقصر عادات وتقاليد سكانه ، وكذا العلاقات الاجتماعية داخله ، والتي تأخذ أبعادا غالبا ما تجسد قيم العمل الجماعي والتعاوني في كل الأنشطة اليومية .
وتجسد القصور علاقات قوية بين سكانها والتي تتجلى أيضا في التنظيف الجماعي للأسقف وقنوات تصريف مياه الأمطار. ويتم تنفيذ هذه المهمة بشكل جماعي في أواخر الخريف وأوائل فصل الشتاء .
وإذا كانت بعض القصور بتافيلالت لا تزال مأهولة بالسكان ، حيث تستمر من خلالها القيم والعادات والتقاليد ، فإن معظم القصور بالجهة تركتها الساكنة مفضلة الشقق العصرية .
جدير بالإشارة أن قصور تافيلالت تعد الأقدم بهذه الواحات ، حيث أن هذه القصور هي إرث من المدينة القديمة والتاريخية سجلماسة ، والتي اختفت قبيل عهد السعديين. ويتجاوز عددها 360 بالجماعة الترابية الريصاني وحدها دون تلك التي تتواجد بباقي الجماعات الترابية بإقليم الرشيدية .
المصدر : مجلة فرح