وذكرت تقارير إعلامية إسرائيلية أن وحدة "شيلداغ" التابعة للجيش الإسرائيلي دخلت منطقة جبل الشيخ دون أن تواجه مقاومة تُذكر. وبناءً على ذلك، صادق مجلس الوزراء الإسرائيلي على خطة
لدمج هذه المنطقة العازلة ضمن إجراءات تأمين الحدود.
كما أصدر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، بيانًا حذر فيه سكان القرى الحدودية مثل القنيطرة والحميدية من مغادرة منازلهم، مشيرًا إلى أن التحرك العسكري الإسرائيلي جاء ردًا على الاضطرابات الأمنية المتصاعدة في المنطقة.
وفي خطاب وصف فيه سقوط نظام الأسد بالتحول التاريخي، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التزام حكومته بمنع أي تهديد محتمل من التمركز قرب الحدود. من جانبه، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس عن تعزيز التواجد العسكري في المنطقة العازلة، معتبرًا ذلك جزءًا من الجهود الرامية إلى حماية المستوطنات الإسرائيلية في هضبة الجولان.
ورغم التصريحات الإسرائيلية التي تصف السيطرة على جبل الشيخ بالخطوة المؤقتة، يرى محللون أن هذه الخطوة قد تكون بداية لتغييرات دائمة، حيث أشار المحلل الإسرائيلي نضال كناعنة إلى أن إسرائيل لطالما حولت تحركات مشابهة إلى مكاسب ثابتة على مر الزمن، واعتبر السيطرة على جبل الشيخ إضافة استراتيجية في ظل تاريخه كمنطقة شهدت معارك كبيرة خلال الحروب السابقة مع سوريا.
وتدافع إسرائيل عن هذه التحركات باعتبارها ضرورية لحماية حدودها من التهديدات المسلحة، إلا أن مساحة المنطقة العازلة، التي تبلغ حوالي 235 كيلومترًا مربعًا، تثير تساؤلات حول ما إذا كانت أهدافها تتجاوز الدفاع إلى تعزيز النفوذ الإقليمي.
ويعتقد مراقبون أن إسرائيل قد تستغل أي ضعف أمني في المستقبل لتوسيع نفوذها داخل الأراضي السورية، وبينما تم الاستحواذ على جبل الشيخ دون مواجهة عسكرية، فإن استمرار التوسع الإسرائيلي قد يؤدي إلى تغييرات جوهرية في الواقع الجغرافي والسياسي للمنطقة.