كتاب الرأي

بين الابتهال و الخطاب و الديموقراطية:




1 -مكنون الدعاء 
                                         
أيا أمة مكثوفة بالدعاء!!!

أمة بأكملها لم تستوعب منذ البدء المغزى و المقصد الحقيقي من الدعاء و الابتهال. ذلك أن الدعاء إذا لم يقترن بالبحث عن الوسائل و الإمكانيات لتحقيقه سيبقى مجرد كلام و سراب بدون طائل.


فالدعاء و الابتهال هو في نظري المتواضع بمثابة بيان يتضمن سياسة معينة فردية أو جماعية لأهداف محددة بدقة في مرحلة زمنية معينة، طبعا البيان من حيث هو كذلك فإنه لا ينبني على فراغ و لا على تمنيات و أحلام وردية و إنما يقوم على أساس ما يتوفر من إمكانات  معرفية و مادية و وسائل و مناهج للتطبيق و العمل و القدرة على إعادة النظر حيث ما وجب ذلك بعد ظهور النتائج من تعديل أو تصحيح للوسائل و المناهج حسب طبيعة المخرجات.


فإن الدعاء و الابتهال إذن من هذا المنظور يستلزم بل يستوجب أن تتمع الأمة و جماعاتها و أفرادها بالحرية و السيادة ذلك أنه لا إبداع مع التبعية و الاستعمار و الاستيلاب.


و من ثمة فإن الإيمان الصرف يلغي الركون إلى التواكل و يحث على العمل الصالح. << الذين آمنوا و عملوا الصالحات >> فالإيمان المقترن بالعمل الصالح هو الإيمان الصحيح. ليس الإيمان المقترن بالتواكل و الأحلام و السراب...

و عندما ينطلق الإبداع من مخيلة مثقفين عضوين 
يصبح الواقع أكثر رحابة 
و أناقة و جمال و أكثر 
إصرار على التقدم و الرقي

.2 - الخطاب الحزبي  بين الخصوصي و الشخصي أية دلالات؟؟؟؟


يتميز الخطاب الحزبي شكلا و مضمونا باختلاف المواضيع و الظروف و المناسبات بكونه المرآة التي تعكس شخصية الحزب ( من حيث  هويته الراسخة  فكرا و مبادئ و منطلقات و أهدافا أساسية و عامة) بنيويتها الفكرية لا تحيد و لا تتغير إلا من خلال طرح فكري و سياسي و نقاش عام و تحليل عميق للظروف الداعية لها و في مؤتمر عام أو استثنائي يتوج بقرار فيه من الإجماع الحزبي ما لا يسمح للأهواء الشخصية مهما كانت الظروف القفز على الإجماع الحزبي .


أيها المعتلون منابر المناسبات الحزبية وطنيا أو جهويا و إقليميا انتبهوا لما تلوكه ألسنتكم من إسهاب في تحاليل لآراء شخصية محضة في بعض أساسيات الفكر الحزبي و مبادئه التي لا تحيد حسب الأهواء و الأراء الشخصية، بينما الموضوع سبب اعتلاء منبر الخطابة قد يتطلب التزاما لا مشروطا بوضوح الرؤى و التحاليل و احترام إجماع الحزب أرضية صلبة لا تميد...                           


و بصراحة فالصراحة أن لا تخدش مشاعر الآخرين،
فالعاقل من يتجنب الصراحة القاتلة...
و قد قيل فيما قيل زمن البلاهة و البهاليل: 
( كلام كثير و الصمت أحسن )، لكن الصمت 
عن القهر و الاستبداد زمن الوعي  يستحيل...
ذلك أنه في باب المعاملات يعتبر عدم التهذيب طاقة سلبية تؤخر النمو و تضعف القدرات بل تشلها أحيانا...
                          

و عليه فإن الواقع لا يرتفع. و ليس لأحد مهما كان أن يزايد أو يمن على الوطن و الحزب ما ينبغي أن يمنه الوطن و الحزب عليه. غير أن  الحزب كالوطن يبقى رحيما و يتسع للجميع.
.  فأي حزب عريق يبقى - بفضل حنكة و رصانة قادته و وحدة مناضليه -  متماسكا لا و لن  يتأذى لا قبلا و لا بعدا بلهيب التدافع و الاختلاف خلال  بعض محطاته النضالية و التنظيمية الدافئة التي يمر منها، فإن وحدته تبقى مصانة بإجماع مناضليه المستمر فرادى و جماعات و مؤسسات و المستقر حول المبادئ المقدسة و المصلحة العليا للوطن...

.3 -                مآلات الديموقراطية   بين التميز و الاستنساخ

.  في إطار مقاربة سوسيولوجية للديموقراطية بين النظرية و التطبيق و علاقة التشريع بالواقع المعيش الذي يشهد مناطق عتمة لم تعرف نور القوانين بعد و لم تقربها بثاثا مشاريع تنمية، سيكون إعمالا لضرورة البحث و التقصي الاستعانة بمنهج المقارنة الموضوعية لكثير من المفارقات والتناقضات الظاهرة منها للعيان بين المجتمعات و البلدان في السلوكات (الثقافية، التربوية، التعليمية الاقتصادية، الاجتماعية، الأمنية،...) باختلاف مستويات غناها و فقرها او تقدمها و تخلفها و التي تحيلنا علي مثيلاتها الخفية في كهوف النفس البشرية و دهاليز خلفيات الأفكار المستنسخة و الأحكام الجاهزة و التبعية المفرطة حد فقدان البصمات المميزة لهوية الأفراد و ألمجتمعات.

إنها ثقافة السناك و الاستهلاك الرخيص و السريع، رداءة  الإستنساخ الفكري و الأيديولوجي، مجتمعات الآعلانات و الإشهار غالبية سكانها أطلال و أشباح بلا بصمات.

 نستنتج أن معظم الناس أصبحوا مجرد نسخ لبعضهم البعض يسيرون في الشارع العام كالأشباح و الظلال بلا ألوان، فتزداد (نسخا عن نسخ) أجيالا من الرداءة الا قليل القليل من حظي بحصانة أو نباهة و أتى الله بقلب سليم...

و فيما يلي مقطع شعري في نفس الموضوع:

اخطأ الوعي موعدي و إنقادي
و حبي .. 
و ما تبقى من جَلدي
اجيالا أجتر مسوخ أوهامي 
و جاهليتي 
جمر يلهبني
يخبو فيض حماستي و أحلامي 

تضيع أملي.. و أزماني 
و لم تنتهي يوما رداءة نسخي
إلا مسخا أنكى عماها من الدجل
فمتى أنهي أصلا فقط متخيل
و مسوخ ماضيه أثقلت خطواتي
تبٌاً غوايتي.. 
أشباحي.. 
و ضلالتي..

متى أستعيد كنهي.. أصل عافيتي
و أنهي قداسة أوهامي
 لأحيى كينون فطرتي
 و أحيى حريتي..
سلامتي..
 أنايا..
و غداتي
 بقلم:  علي تونسي

Sara Elboufi
سارة البوفي كاتبة وصحفية بالمؤسسة الإعلامية الرسالة مقدمة البرنامج الإخباري "صدى الصحف" لجريدة إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الاثنين 18 مارس 2024

              














تحميل مجلة لويكاند






Buy cheap website traffic