ورغم الأضرار الكبيرة التي خلفتها الفيضانات في منطقة الجنوب الشرقي، أشار بركة إلى وجود أثر إيجابي لهذه التساقطات، خاصة في ظل أزمة الجفاف التي كانت تعاني منها المنطقة، حيث ساهمت الأمطار في زيادة منسوب المياه في السدود بمقدار 73 مليون متر مكعب، مما أدى إلى رفع نسبة ملئها إلى 29 بالمئة مقارنة بـ 25 بالمئة في نفس الفترة من العام الماضي
وكشف المسؤول الحكومي ذاته، أن كميات مياه الأمطار التي استقبلتها السدود إلى حدود اليوم بلغت 800 مليون متر مكعب أي ما يمثل 29 % نسبة ملء السدود بدل 25 % مقارنة مع نفس الفترة خلال السنة الماضية
ووفقاً للمعطيات المقدمة، فقد تسببت الفيضانات التي عرفتها المملكة مؤخرا في قطع حركة السير على 141 طريقاً، منها 53 من الطرق الوطنية و38 من الطرق الجهوية، وألحقت الضرر بـ 69 منشأة فنية، بما في ذلك عدة قناطر ومرافق مائية موزعة على مناطق مختلفة، وخاصة في إقليمي طاطا وجرادة.
وأكد الوزير على أهمية التنسيق بين القطاعات الحكومية في مواجهة المخاطر المناخية، مشيراً إلى تدابير استباقية تشمل تحديث شبكات القياسات الهيدومناخية وتركيب أجهزة مراقبة في أكثر من 250 موقعاً مهدداً بالفيضانات،كما أوضح أن الوزارة تسعى لحماية السكان والبنية التحتية من خلال بناء سدود متعددة الأحجام وإجراء عمليات تهيئة للأودية وبناء العتبات الوقائية.
وبتوجيهات ملكية، تم تخصيص 2.5 مليار درهم لإعادة تأهيل المناطق المتضررة، إضافة إلى برنامج مدته ثلاث سنوات يبدأ في 2024، يهدف لإصلاح الطرق والمنشآت المتأثرة، وشدد الوزير على فعالية السدود، مشيراً إلى سدود الحسن الداخل وقدوسة وتودغى، التي أظهرت جدواها خلال الفيضانات الأخيرة.
وفي سياق إعادة حركة السير، قامت الوزارة بإصلاح عدة طرق تضررت بفعل الفيضانات، بما في ذلك إصلاح قناطر في طاطا، وتجديد الطرق الوطنية والجهوية في أقاليم ورزازات وزاكورة وتنغير وكلميم، كما تم استئناف الحركة في طرق رئيسية بين زاكورة ومحاميد الغزلان، وأخرى تربط بين أقاليم عدة، مثل الرشيدية وميدلت ووجدة، وذلك في إطار الجهود المستمرة لتعزيز البنية التحتية وتسهيل تنقل المواطنين بشكل سلس وآمن