الرئيسية
وعلى الرغم من محاولات السلطات تعزيز الشفافية ومكافحة الفساد، فإن هذا التراجع المستمر منذ عام 2018، عندما حقق المغرب أفضل نتيجة له بمعدل 43 نقطة، يعكس عجزًا واضحًا في تصدي الدولة لهذه الآفة.
وتعتمد منظمة الشفافية العالمية في تقريرها السنوي على مقياس من 0 إلى 100، حيث يشير الرقم 0 إلى أعلى درجات الفساد، بينما يشير الرقم 100 إلى النزاهة الكاملة. وبالنظر إلى تطور المؤشر في المغرب، نجد أن المملكة فقدت 26 مركزًا في ست سنوات فقط، مما يثير القلق حول ضعف الإرادة السياسية في مكافحة الفساد.
وتضمن التقرير أيضًا انتقادًا للممارسات التي تهدف إلى إسكات الأصوات المطالبة بالمساءلة في قضايا الفساد، حيث يعاني الصحفيون، الناشطون المدنيون، ومنظمات المجتمع المدني من قمع مستمر. هذا القمع يعكس، حسب التقرير، محاولة للحد من أي مبادرات تطالب بمحاسبة المسؤولين على الفساد.
وفي إطار هذا التقرير، أعلنت "ترانسبرانسي المغرب" عن تجميد عضويتها في اللجنة الوطنية لمحاربة الفساد، مطالبة بظهور مؤشرات عملية على التزام السلطات بمحاربة الفساد بشكل حقيقي. وهو ما يشير إلى استمرار انعدام الثقة بين منظمات المجتمع المدني والسلطات العمومية في جهود مكافحة الفساد.
وعند مقارنة نتائج المغرب مع دول المنطقة، يظهر التقرير أن الإمارات العربية المتحدة تتصدر الدول العربية برصيد 68 نقطة، ما وضعها في المرتبة 23 عالميًا. أما قطر والمملكة العربية السعودية فتعادلتا في المركز الثاني بحصول كل منهما على 59 نقطة، مما أتاح لهما احتلال المرتبة 38 عالميًا. تلتها عمان في المرتبة 50 عالميًا بمعدل 55 نقطة، بينما جاء المغرب في المرتبة 8 عربيًا، متفوقًا على الجزائر التي احتلت المركز 107، ومصر التي جاءت في المركز 130، بالإضافة إلى موريتانيا والعراق اللذين حلا في المركزين 130 و140 عالميًا على التوالي.
ويُظهر التقرير أن الفساد لا يزال يشكل تهديدًا خطيرًا على الاستقرار والتنمية في العديد من الدول، بما في ذلك منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث تبقى هذه المنطقة واحدة من الأدنى في التصنيف العالمي، حيث بلغ متوسط النقاط الإقليمي 39 من أصل 100. هذا الركود يعزى إلى الهيمنة السياسية والاقتصادية في بعض الدول التي تستغل الموارد لصالح النخب الحاكمة، وتواجه المعارضة بقمع شديد.
من جانب آخر، تصدرت دول مثل الدنمارك وفنلندا وسنغافورة قائمة الدول الأكثر نزاهة عالميًا، في حين كانت دول مثل جنوب السودان والصومال وفنزويلا وسوريا في ذيل الترتيب، ما يبرز تفاوتًا حادًا بين الدول في جهود مكافحة الفساد وتطبيق الشفافية
