الرئيسية
مقال صوتي (1004.91 ko)
منذ سنوات، أصبحت النفايات مشكلة ملحة تؤثر بشكل كبير على المشهد الحضري في المدينة، حيث يعاني السكان من تراكم القمامة في العديد من المناطق، مما يؤدي إلى تدهور نوعية الحياة وتلوث البيئة. يضاف إلى ذلك ظاهرة "البوعارة" الذين يقومون بعمليات نبش في الحاويات بحثًا عن مواد قابلة لإعادة التدوير أو التخلص من النفايات بطرق غير قانونية.
يتجسد الهدف الرئيسي من مشروع «شرطة النظافة» في تنفيذ حملات مستمرة لمراقبة الشوارع والأحياء بشكل دوري، بهدف منع الأشخاص من رمي النفايات في الأماكن العامة وعلى جوانب الطرق.
وستُركز هذه الجولات التفتيشية على الكشف عن المخالفات البيئية وتحقيق التزام المواطنين بالإجراءات القانونية الخاصة بالنظافة العامة. ومن المتوقع أن يكون لهذا المشروع تأثير إيجابي كبير في الحد من السلوكيات الملوثة التي تضر بالبيئة، مع فرض غرامات مالية تصل إلى 100 درهم، مع إمكانية مضاعفتها في حال تكرار المخالفة.
وفي خطوة أخرى نحو تطوير هذا المشروع، ستتعاون السلطات المحلية مع المديرية العامة للأمن الوطني في استخدام التقنيات الحديثة، مثل كاميرات المراقبة، لتوثيق المخالفات البيئية.
هذه المبادرة تأتي في وقت حساس، حيث تتطلع الدار البيضاء إلى تحسين صورتها البيئية كجزء من استعداداتها لاستضافة أحداث رياضية كبرى، مثل نهائيات كأس إفريقيا للأمم 2025، والتي تُعد بمثابة فرصة لإبراز المدينة كوجهة حضارية تسعى لتعزيز صورتها أمام العالم.
علاوة على ذلك، فإن مشروع «شرطة النظافة» لن يقتصر فقط على فرض غرامات وعقوبات، بل يسعى إلى تعزيز الوعي البيئي بين المواطنين، وتحفيزهم على الالتزام بسلوكيات الحفاظ على البيئة في حياتهم اليومية. من خلال التوعية، يرغب المسؤولون في تغيير عادات الناس، خاصة في ما يتعلق بكيفية التعامل مع النفايات المنزلية أو العامة، وذلك عبر حملات توعوية وورش عمل تهدف إلى تزويد الأفراد بالمعرفة اللازمة حول أهمية النظافة وأثرها على الصحة العامة.
