آخر الأخبار

التوفيق يدعو إلى تعزيز التعاون بين علماء المغرب وإفريقيا في نشر القيم الإسلامية المعتدلة


أكد أحمد التوفيق، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، في كلمته خلال الدورة العادية السادسة للمجلس الأعلى لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة بفاس، على أهمية تعزيز التنسيق بين علماء المغرب ونظرائهم في البلدان الإفريقية بهدف تعزيز العمل المشترك في مجال التبليغ والإرشاد. وشدد على أن هذا التعاون يجب أن يقوم على أساس رؤية ربانية مستوحاة من المنهاج النبوي، الذي يمثل خارطة طريق لضمان حياة طيبة لجميع البشر.



وأوضح التوفيق أن "الحياة الطيبة" التي وردت في القرآن الكريم تعد بمثابة مرادف للسعادة في العصر الحديث، مشيرًا إلى أنه ينبغي على العلماء والعالمات أن يكونوا قادرين على فهم هذا المفهوم بشكل عميق، ويجب أن يرتكز عملهم على إدراك الحكمة الربانية التي جعلت السعادة مقصدًا أساسيًا للإنسان.

وتطرق التوفيق لضرورة الالتزام بشروط معينة لتحقيق السعادة الحقيقية، مشيرًا إلى أن هذه الشروط تتمثل في التفاعل بين الإيمان والعمل الصالح. وبيّن أن السعادة ليست مجرد شعور عابر، بل هي حالة تستند إلى أسس قوية من الفضيلة والتقوى.
 

وأشار التوفيق إلى أن التوحيد يعتبر حجر الزاوية لتحقيق هذا الهدف السامي، حيث أن التوحيد لا يعني مجرد الإيمان بالله، بل يشمل أيضًا التحرر من عبودية النفس والهوى. وأضاف أن المشاكل الإنسانية الكبرى، مثل الحروب، الصراعات، والجرائم، تنبع في كثير من الأحيان من التعلق الزائد بالأنانية والهوى الشخصي، وهو ما يؤدي إلى تدمير المجتمعات وتفكك العلاقات الإنسانية. وبالتالي، دعا التوفيق المؤمنين إلى محاسبة أنفسهم باستمرار، والتأكد من أنهم يسيرون في طريق التقوى والإصلاح، وأن أعمالهم تتماشى مع القيم الأخلاقية العليا التي دعا إليها الدين.
 

واعتبر التوفيق أن المغرب، من خلال دوره الريادي في مجال التأطير الديني في القارة الإفريقية، يساهم بشكل فعال في تعزيز القيم الإسلامية السامية. وأثنى على التعاون المثمر بين المملكة المغربية والدول الإفريقية، والذي تجسد في تأسيس معهد محمد السادس لتكوين الأئمة والمرشدين، حيث تم تزويد القارة الإفريقية بالعشرات من الأئمة المرشدين والمرشدات الذين يسهمون في نشر قيم الاعتدال والوسطية. وأكد على أن هذا المشروع يشكل خطوة مهمة نحو تعزيز التكوين الديني المتخصص في إفريقيا.
 

وفي هذا السياق، دعا التوفيق إلى ضرورة تعزيز مشاركة العنصر النسائي في هذا المجال الحيوي، حيث أشار إلى أن دور المرأة في العمل الديني والإرشادي لا يقل أهمية عن دور الرجل. وأكد أن المرأة تمثل نصف المجتمع، وبالتالي فإن إشراكها بشكل أكبر في تأطير الحقل الديني في إفريقيا سيكون له تأثير إيجابي كبير في تحقيق التوازن الاجتماعي وتعزيز القيم الإنسانية. ودعا إلى رفع نسبة الطالبات في معهد محمد السادس لتكوين الأئمة والمرشدين لتصل إلى ثلث العدد الإجمالي للمرشحين، مشيرًا إلى أن النساء لديهن القدرة على تقديم إسهامات كبيرة في نشر المعرفة الدينية والإصلاح الاجتماعي.
 

كما شدد التوفيق على أن تعزيز هذا النوع من التعاون بين العلماء والمؤسسات الدينية في مختلف البلدان الإفريقية يمثل خطوة استراتيجية نحو نشر الاعتدال والوسطية، وتحقيق الاستقرار الاجتماعي في القارة. وأكد أن القيم الإسلامية القائمة على التسامح والعدالة والمساواة يمكن أن تشكل أساسًا قويًا لبناء مجتمعات أفريقية قادرة على مواجهة التحديات المعاصرة بشكل فعال، والتعامل مع قضايا مثل العنف والتطرف بكل حكمة وموضوعية


تناسق العلماء، خطة التبليغ، الحياة الطيبة، السعادة، التوحيد، التحرر من الهوى، العبودية لله، محاسبة النفس


Aicha Bouskine
عائشة بوسكين صحافية خريجة المعهد العالي للإعلام والاتصال، باحثة في العلوم السياسية وصانعة محتوى في إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الجمعة 20 ديسمبر 2024

              















تحميل مجلة لويكاند

Iframe Responsive Isolée





Buy cheap website traffic