وأكد التوفيق أن السنغال نجحت في الحفاظ على نسيج علاقاتها الروحية مع المغرب، ما ساهم في انتشار تعاليم التصوف التيجاني في غرب إفريقيا، خصوصاً داخل السنغال. وأوضح أن الطريقة التجانية تمثل نموذجاً للالتزام بالشريعة الإسلامية والسنة النبوية، فضلاً عن دورها في تعزيز القيم الروحية ومواجهة الاستعمار في الماضي والتطرف في الحاضر.
وأشار الوزير إلى أن الطريقة التجانية ساهمت في ترسيخ جسور التواصل الديني والروحي بين المغرب وإفريقيا، مبرزاً أهمية هذا الملتقى الثقافي الذي يجمع كبار شيوخ الطريقة ومريديها لمناقشة شؤونها وتطوير عمل الزوايا التابعة لها في السنغال.
وخلال كلمته، نقل التوفيق تحيات الملك محمد السادس، الذي يحرص على تعزيز العلاقات الأخوية بين المغرب والسنغال من خلال الروابط الروحية التي تمثلها الطريقة التجانية. كما استحضر الوزير المكانة الخاصة التي يحظى بها ضريح الشيخ سيدي أحمد التجاني في مدينة فاس، الذي يجذب الزوار من مختلف أنحاء العالم.
من جانبه، أشاد الخليفة العام للطريقة التجانية، الشيخ أبي بكر منصور سي، بجهود الملك محمد السادس في حماية القيم الدينية وتعزيز العلاقات الروحية بين البلدين، مؤكداً التزام المغرب والسنغال بتقوية التعاون القائم على التضامن والتنمية المشتركة.
كما أبرز الشيخ أبي بكر منصور، في كلمة ألقاها بالنيابة عنه، دور مؤسسة إمارة المؤمنين في ترسيخ القيم الدينية وتعزيز الروابط الإنسانية بين الشعوب الإفريقية.
وشهد حفل الافتتاح، الذي أقيم في ساحة المسجد الكبير بدكار تحت الرئاسة الشرفية للرئيس السنغالي باسيرو ديوماي فاي، حضور شخصيات رسمية من المغرب والسنغال، من بينهم وزير الداخلية السنغالي جان بابتيست تاين، وسفير المغرب في السنغال حسن الناصري.
يذكر أن هذه التظاهرة الثقافية، التي تنظم منذ عام 1986، تُعد محطة سنوية هامة لتعزيز الانسجام بين أتباع الطريقة التجانية، وترسيخ مبادئ السلم والتسامح والتعايش بين الشعوب.