وفي هذا السياق، أشار التوفيق في جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس المستشارين إلى إحداث المجلس العلمي لأوروبا، الذي يعمل على تأطير المغاربة بالخارج عبر تواصل مستمر مع السفارات والقنصليات، وبالتعاون مع جمعيات المساجد التي يديرها المغاربة.
ويعد هذا المجلس أداة لتعزيز الانتماء الثقافي والديني لدى الجالية، حيث تم إيفاد 372 قارئاً وواعظاً هذا العام لتسع دول حول العالم، كما زودت الوزارة المراكز الإسلامية والمساجد بالمصاحف، وحرصت على تكثيف الزيارات الميدانية لتقديم الدعم المطلوب.
ولم يغفل الوزير التحديات المتزايدة التي يواجهها المغاربة في أوروبا، مشدداً على أهمية التأطير الرقمي لتوفير بدائل مبتكرة تسهم في تعزيز التواصل مع الجالية. ومن المقرر إطلاق برنامج رقمي تفاعلي، متاح باللغات المختلفة، في مارس 2024، بمشاركة فعالة من المغاربة المقيمين بالخارج. وأكد التوفيق على دور تشبث الجالية بهويتها الدينية والثقافية في التغلب على كثير من الإشكاليات، التي تشكل نحو 90% من التحديات.
على صعيد آخر، سلط التوفيق الضوء على جهود الوزارة في تحسين وتجديد البنية التحتية للمساجد داخل المغرب. وأفاد بأن هناك 51 ألفاً و403 مسجداً في المملكة، معظمها في المناطق القروية. وقد خُصصت 843 مليون درهم في العام الحالي لتأهيل وبناء المساجد الجديدة، وترميم القديمة منها.
وتشمل هذه المشاريع بناء 15 مسجداً جديداً بتكلفة 156 مليون درهم، إضافة إلى ترميم 70 مسجداً مغلقاً بقيمة 273 مليون درهم، وصيانة 72 مسجداً بتكلفة 18 مليون درهم. كما تعاونت الوزارة مع المحسنين لبناء 249 مسجداً جديداً.
وأشار الوزير إلى أن ترميم المساجد يتطلب استثمارات أكبر مقارنة ببناء مساجد جديدة، خاصة في ظل تداعيات الزلزال الأخير الذي ألحق أضراراً بـ2516 منشأة دينية، منها 2217 مسجداً و299 زاوية.