حياتنا

البطاقات البنكية بديل المال السائل.. ما أنواعها وكيف نستخدمها؟


أصبحت البطاقات البنكية جزءا رئيسيا من حياتنا المعاصرة، فنحن نبيع ونشتري وندفع فواتيرنا، ونتسوق بضائعنا، ونحجز تذاكر طائراتنا وفنادقنا عن طريق هذه البطاقات التي أصبحت بديلا عمليا لحمل المال السائل.



وهي تُعد وسيلة دفع شائعة جدا في مختلف دول العالم، فهي متعددة الاستخدامات وتتميز بعدد من المزايا مقارنة بالبدائل الأخرى مثل النقد، وهي بديل حقيقي لحمل الأموال وما يترافق معه من مخاطر، ولكنها قد تتحول إلى نقمة عند إساءة استخدامها، ومن هنا ينبغي الحذر في كيفية التعامل معها.


وتتوفر حاليا مجموعة متنوعة من البطاقات المصرفية لتلبية احتياجات وتفضيلات المستهلكين المختلفة، وهي تختلف عن بعضها البعض عندما يتعلق الأمر بكيفية ومتى وأين يمكن استخدامها.


سنركز في هذا التقرير على أكثر أنواع البطاقات شيوعا عالميا وهي: بطاقات الائتمان، وبطاقات الخصم، والبطاقات المدفوعة مسبقا، والبطاقات الافتراضية، وبطاقات الهدايا، مع تعداد إيجابيات وسلبيات كل منها، وذلك اعتمادا على عدد من المواقع والمنصات المتخصصة مثل: “فوربس” و “بي إن سي بنك” و “إن تو إف” و “بنكو بيابلو” إضافة إلى “فين دو” وغيرها.


بطاقات الائتمان

تعد إحدى أكثر طرق الدفع شيوعا وملاءمة في جميع أنحاء العالم، وأصبحت جزءا لا يتجزأ من التمويل الحديث، حيث توفر الراحة والمرونة للمستهلكين في جميع أنحاء العالم.


بلغ حجم سوق الدفع ببطاقات الائتمان العالمية 644.4 مليار دولار عام 2023. وتتوقع مجموعة “آي إم إيه آر سي” (IMARC) أن يصل السوق إلى 1.2 تريليون دولار بحلول عام 2032، بمعدل نمو سنوي مركب قدره 7% خلال الفترة 2024-2032.


ويشهد السوق نموا مطردا مدفوعا بالتفضيلات المتزايدة للتسوق عبر الإنترنت، والتي توفر عناصر الراحة والمرونة في طرق الدفع، والتقدم في تكنولوجيا معالجة عمليات الدفع لتمكين عمليات دفع سريعة وآمنة ومريحة.


وباستخدام هذا النوع من البطاقات لا تحتاج إلى وجود أموال في حسابك المصرفي لإجراء عمليات الشراء. وكل مرة تدفع فيها، سيتم خصم المبلغ الذي أنفقته حتى تصل إلى الحد الائتماني الخاص بك، ويجب عليك بعد ذلك سداد المبلغ إلى البنك، وعادةً ما يكون ذلك على أقساط ومع فوائد.


كما أنها تمكنك من إجراء عمليات شراء عبر الإنترنت وفي المتاجر، ودفع الفواتير، وحتى سحب النقود من أجهزة الصراف الآلي (احذر هذه عملية خطيرة ذات فوائد ورسوم عالية).


وتساعد بطاقات الائتمان في تحسين تاريخ الائتمان وتقديم حماية فعّالة ضد الاحتيال والسرقة. كما تتيح الفرصة للحصول على نقاط وخصومات أثناء التسوق.


لكنها ترفع من إمكانية تراكم الديون، مع وجود رسوم وفوائد مرتفعة. وقد يؤدي التأخر في سداد المستحقات إلى دفع فوائد عالية، مما يجعل الالتزام بالسداد في المواعيد مهمًا.

ورغم فوائد بطاقات الائتمان، يجب على الأفراد توخي الحذر في تجنب تراكم الديون والالتزام بسداد المستحقات في الوقت المحدد.

بطاقات الخصم

تختلف هذه البطاقة عن سابقتها بأنها مربوطة بشكل مباشر برصيدك البنكي المودع، فهي تحتاج وجود أموال في حسابك المصرفي لإجراء عمليات الشراء، وإذا كان رصيدك خاليا فلن تعمل هذه البطاقة، وهذا يعني أنه لا يمكنك سوى إنفاق أو سحب الأموال التي تمتلكها بالفعل، حسب تعريف منصة “كابيتال ون”.


يمكنك استخدام بطاقة الخصم لإجراء عمليات شراء عبر الإنترنت وفي المتاجر، ودفع الفواتير، وسحب وإيداع النقود في حسابك المصرفي من خلال ماكينة الصراف الآلي.


وتكمن إيجابيات بطاقات الخصم في رسوم السحب المنخفضة أو المعدومة، وعدم وجود فوائد على المشتريات، والقدرة على منع تراكم الديون بسبب عدم إمكانية السحب إلا من رصيد الحساب الحقيقي. ومع ذلك، يأتي هذا مع محدودية في الأموال المتاحة وعدم المساهمة في بناء تاريخ الائتمان الشخصي.


البطاقات المدفوعة مسبقا

عادة ما يتم استخدام هذا النوع من البطاقات من قبل الذين لا يرغبون باستعمال بطاقاتهم الائتمانية أو بطاقات الخصم للتسوق عبر الانترنت، وذلك حرصا منهم على أمنهم المالي.


ويتم إصدار البطاقة المدفوعة مسبقا من مؤسسة مالية، وتقوم بتغذيتها بالأموال أولا بأول، ويمكنك تحديد سقف أعلى لها، وبمجرد انتهاء الرصيد المالي في البطاقة تتوقف عن العمل، وتحتاج لإعادة تعبئة الرصيد كي تعود للعمل.


ويحتوي هذا النوع على رقم بطاقة وتاريخ انتهاء الصلاحية تماما مثل بطاقات الخصم أو الائتمان، ولكنها غير مرتبطة بحساب مصرفي. وتستطيع إعادة تعبئة البطاقة مسبقة الدفع واستخدامها حتى انتهاء صلاحيتها.


ويمكن استخدام البطاقة المدفوعة لإجراء عمليات شراء عبر الإنترنت أو في المتاجر والمحلات (حيثما تكون مقبولة) ولدفع الفواتير، وسحب وإضافة النقود.


وتقدم بطاقة مسبقة الدفع عدة مزايا، حيث تمنع إمكانية الإنفاق الزائد وتراكم الديون، وتُستخدم بسهولة دون الحاجة إلى حساب مصرفي. بالإضافة إلى ذلك، يمكن إعادة شحنها للاستفادة المستمرة. ومع ذلك، تأتي مع بعض السلبيات، بما في ذلك دفع رسوم في عمليات الشراء والسحب، وقد لا تكون مقبولة في بعض المتاجر.


البطاقات الافتراضية

أداة دفع غير مادية تحل محل البطاقات المادية والنقد، وهي افتراضية بمعنى أنه لا يمكنك حملها في جيبك أو ضمن بطاقاتك الأخرى الموجودة بمحفظتك، وهي موجودة افتراضيا فقط كمجموعة من البيانات بما في ذلك رقم البطاقة المكون من 16 رقما، وتاريخ انتهاء الصلاحية ورمز التحقق.


ويمكنك الحصول على بطاقة افتراضية من أي جهة إصدار مالية مثل البنوك أو بعض المؤسسات المالية الموجودة على الإنترنت.


وبعض البطاقات الافتراضية قابلة لإعادة الاستخدام، لكن هناك بعض الجهات المصدرة تقدم بطاقات مؤقتة يمكن التخلص منها، أو يمكن استخدامها مرة واحدة فقط.


ويمكنك تخزين البطاقة الافتراضية على جهاز مثل الهاتف الجوال أو الساعة الذكية، ويمكنك استخدامها للدفع بدون تلامس في المتاجر أو عبر الإنترنت، ولكن لا تستطيع سحب النقود باستخدام البطاقة الافتراضية.


كما أنها تقدم مستويات عالية من الأمان، حيث يتم إخفاء تفاصيل الحساب الحقيقي، والذي يُعتبر أحد الدوافع الرئيسية للاشتراك بهذه الخدمة. ويمكن إضافتها بسهولة لمحافظك الرقمية مثل “أبل باي” أو “غوغل باي” وتكون جاهزة للاستخدام فور إصدارها، وعادةً لا تتضمن رسومًا. ومع ذلك، تأتي مع بعض السلبيات، حيث يمكن استخدامها فقط بالمتاجر عبر المحفظة الرقمية، وتكون مؤقتة، مما يجعلها غير مناسبة للمدفوعات المتكررة أو الخصم المباشر.


بطاقات الهدايا

على غرار البطاقات المدفوعة مسبقا، يتم أيضا شحن بطاقات الهدايا مسبقا بالأموال. وما يجعلها مختلفة أنه بمجرد إنفاق الأموال الموجودة فيها تصبح خارج الخدمة، فلا يمكنك إعادة تحميل بطاقة الهدايا أو تعبئتها بأموال جديدة.


وكانت بطاقات الهدايا في البداية مغلقة ومخصصة للعمل بمتاجر معينة، ولم يكن بالإمكان استخدامها خارج المكان المحدد. وقد اختلف الأمر حاليا حيث يتم إصدار بطاقات هدايا يمكن استخدامها في أي مكان، وتعرف باسم “ذات الحلقة المفتوحة”.

ويمكنك استخدام بطاقة الهدايا لإجراء عمليات شراء في متاجر البيع بالتجزئة ومحطات الوقود والمطاعم والمتاجر التي تقبلها.


وهي تأتي بميزات إيجابية مثل الإنفاق الخاضع للرقابة والأمان، حيث تحتوي عادة على مبالغ صغيرة من النقود ولا يمكن إعادة استخدامها. وتأتي بدون الحاجة إلى حساب مصرفي. ومع ذلك، هناك بعض السلبيات، حيث يكون نطاق الاستخدام محدودًا وتتطلب دفع رسوم إصدار. كما يمكن أن يتم خضوع الاستخدام لشروط ورسوم خاصة تعتمد على سياسات التجار.


وأخيرا، وبعد أن عرفتم إيجابيات وسلبيات كل نوع من هذه البطاقات، يمكنكم الآن اختيار نوع البطاقة المناسبة، وفي جميع الأحوال عليكم التعامل الحذر معها بما يُعظم من إيجابياتها ويقلل من سلبياتها ومخاطرها على حياتكم وطرق عيشكم وأموالكم.

Sara Elboufi
سارة البوفي كاتبة وصحفية بالمؤسسة الإعلامية الرسالة مقدمة البرنامج الإخباري "صدى الصحف" لجريدة إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الجمعة 2 فبراير 2024

              














تحميل مجلة لويكاند






Buy cheap website traffic