آخر الأخبار

الأوضاع لا تبشر بالخير.. أزمة المياه في المغرب متواصلة في ظل موسم شتوي شحيح

أزمة المياه في المغرب: تحديات متزايدة وسبل المواجهة


تواجه المملكة المغربية أزمة مائية خانقة، ازدادت حدتها بفعل توالي سنوات الجفاف وضعف التساقطات المطرية. هذه الأزمة لم تعد مجرد مسألة بيئية عابرة، بل أصبحت تهدد الأمن المائي في البلاد، وهو ما يفرض تدخلاً عاجلاً وحلولاً استراتيجية مستدامة.



حقينة السدود وانعكاسات الجفاف
وفق آخر الإحصائيات الصادرة عن وزارة التجهيز والماء بتاريخ 9 ديسمبر 2024، بلغت نسبة ملء السدود 29.05% فقط، بحجم إجمالي للمياه المخزنة يقدر بـ 4891.83 مليون متر مكعب.
ورغم أن هذا الرقم يمثل تحسناً نسبياً مقارنة بالسنة الماضية التي سجلت نسبة ملء لم تتجاوز 23%، إلا أنه لا يزال بعيداً عن تحقيق الأمان المائي للمواطنين. هذا التحسن الطفيف يعود إلى الأمطار الغزيرة التي شهدتها بعض مناطق المملكة خلال أكتوبر الماضي، مما ساهم مؤقتاً في تعزيز المخزون المائي للسدود.
ومع ذلك، لا يزال الوضع المائي في المغرب مثيراً للقلق، حيث تبقى هذه الموارد غير كافية لتلبية الطلب المتزايد.
التحديات الكبرى التغير المناخي: يلعب التغير المناخي دوراً رئيسياً في تقلبات الطقس، مما يؤدي إلى فترات جفاف طويلة ومتكررة.
زيادة الطلب على المياه: يرتفع الطلب بشكل كبير مع تزايد النمو السكاني والتوسع الزراعي والصناعي، مما يفاقم الضغط على الموارد المائية المحدودة.
الهدر وسوء الإدارة: تُعد طرق استخدام المياه في بعض القطاعات غير فعالة، حيث يُهدر جزء كبير من المياه بسبب التسربات أو طرق الري التقليدية.
الخطوات الممكنة لتخفيف الأزمة تبني تقنيات الري الحديثة: مثل الري بالتنقيط، الذي يقلل من الهدر ويضمن استغلالاً أمثل للمياه.
تحلية مياه البحر: يمكن أن تكون محطات التحلية حلاً بديلاً لتوفير المياه الصالحة للشرب للمناطق الساحلية.
إعادة استخدام المياه العادمة: تحويل المياه المستخدمة في الصناعة والصرف الصحي إلى مياه قابلة للاستخدام في الزراعة.
تعزيز الوعي المائي: نشر ثقافة الترشيد بين المواطنين والمؤسسات لتقليل الهدر.
التخطيط الاستراتيجي: وضع سياسات طويلة الأمد تعتمد على تنويع مصادر المياه وإدارة الطلب بفعالية.

نظرة نحو المستقبل مع استمرار التغيرات المناخية وتزايد الاحتياجات المائية، يبرز تساؤل حيوي حول قدرة المغرب على الصمود في مواجهة أزمة المياه.

الأمطار الموسمية قد توفر حلولاً مؤقتة، لكنها لن تكون كافية إذا لم تُعالج جذور المشكلة. على السلطات والشعب المغربي العمل معاً لتبني رؤية مستدامة وشاملة لإدارة الموارد المائية، فالأمان المائي ليس رفاهية، بل ضرورة لضمان مستقبل الأجيال القادمة.

 

Sara Elboufi
سارة البوفي كاتبة وصحفية بالمؤسسة الإعلامية الرسالة مقدمة البرنامج الإخباري "صدى الصحف" لجريدة إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الثلاثاء 10 ديسمبر 2024

              















تحميل مجلة لويكاند

Iframe Responsive Isolée





Buy cheap website traffic