واعتبر هذا الاجتماع الذي جمع الوزيرين أول لقاء يكسر جدار الجمود التي كانت قد وصلت إلية العلاقات المغربية الإسرائيلية ، بسبب سياسة التطرف وعدم الاحترام المواثيق الدولية التي تنهجه حكومة نتنياهو المتطرفة .
وفي هذا السياق ، يقول إدريس السنوسي ، باحث في العلاقات الدولية ، بأن “الجمود الذي كان قد طبع العلاقات بين المغرب وإسرائيل في الأشهر الأخيرة، لم يؤثر على سير المشاريع التنموية والاستثمارية التي تربط البلدين ، بل هم فقط توقف الزيارات بين المسؤولين حتى تتراجع حكومة نتنياهو المتطرفة عن قصف القدس ، لأن المغرب واضح بخصوص رأيه في القضية الفلسطينية ودفاعه عن الشعب الفلسطيني”.
وأفاد إدريس السنوسي ، في تصريح هاتفي للجريدة له لاحدى الجرائد الوطنية ، بأن “مشاركة إسرائيل في معرض الفلاحة الدولي بمكناس يأتي بعد توقيع المملكة المغربية لمجموعة من الاتفاقيات مع الجانب الإسرائيلي في هذا المجال ، الذي يعرف تطورا مستمرا من أجل الاستفادة من الخبرة الإسرائيلية في مجال التكنولوجيات الحديثة التي تستعملها الدولة العبرية في الفلاحة والزراعة ، وخاصة بعد توالي سنوات الجفاف التي تهدد الموسم الفلاحي بالمملكة المغربية” .
وأوضح المتحدث ذاته ، بأن “هذه المشاركة في معرض مكناس، تعتبر هي الأولى في تاريخ العلاقات بين البلدين والتي عادت إلى مجاريها سنة 2020 بواسطة أمريكية بعد الاعتراف الأمريكي التاريخي بمغربية الصحراء” ، مشيرا إلى أن “إسرائيل تعتبر شريك مهم للمغرب في القطاع الفلاحي والاقتصادي ، رغم التوتر الذي كان قد طبع العلاقات بين الجانبين بسبب سياسة الاستيطان التي تقودها حكومة "نتنياهو" ، التي تعتبر من أكثر الحكومات تطرفا في تاريخ الدولة العبرية” .
وشدد الخبير في العلاقات الدولية، إدريس السنوسي أن “المملكة المغربية كان قد أرسلت مجموعة من الإنظارات القوية للحكومة الإسرائيلية ، من أجل وقف عدائها وسياسة الاستيطان التي تمارسها على الأراضي الفلسطينية المحتلة ، من خلال تجميد عدة أنشطة ولقاءات كانت ستجمع المسؤولين المغاربة مع المسؤولين الإسرائيليين ، بالإضافة إلى تأجيل منتدى النقب الذي كان سيحتضنه المغرب ، بسبب قلقه من الطغيان الإسرائيلي الذي كانت شهدته القدس ، بعد اقتحام المسجد الأقصى من طرف الجيش الإسرائيلي خلال شهر رمضان الكريم” .
ويجدر الإشارة ، إلى أن وزير الاقتصاد والصناعة الإسرائيلي ، نير بركات ، حل بالمغرب على رأس وفد رفيع يجمع مجموعة من المسؤولين ورجال الأعمال الإسرائيليين ، حيث تشارك تل أبيب لأول مرة في فعاليات المعرض الدولي للفلاحة بمكناس ، لعرض آخر ابتكارات التكنولوجيا في المجال الفلاحي ، من خلال إبراز عمل المقاولات الفلاحية الإسرائيلية التي تشتغل في مجال التكنولوجيا الزراعية والبيطرة وتدبير المياه .