هل من المرجح أن تؤدي الهجمات الأوكرانية داخل الأراضي الروسية إلى تغيير في موقف بوتين من الحرب؟

التوغل الأوكراني في روسيا

التوغل الأوكراني المفاجئ دفع عشرات الآلاف من المدنيين الروس إلى الفرار من المنطقة، بينما يواجه الجيش الروسي صعوبات كبيرة في صد هذا الهجوم. بالنسبة لأوكرانيا، يمثل هذا التوغل دفعة معنوية حيوية في وقت تواجه فيه القوات الأوكرانية، التي تعاني من نقص في العدد والتسليح، هجمات روسية متواصلة على طول خط المواجهة الممتد لأكثر من ألف كيلومتر.

الهجوم الأوكراني لا يعكس فقط القوة العسكرية المتزايدة لكييف، بل يظهر أيضا التحديات التي تواجهها روسيا في الحفاظ على سيطرة أراضيها مما يزيد من تعقيد المشهد العسكري في المنطقة

كيف استجاب الجيش الروسي؟
فشلت القوات الروسية، التي فوجئت بالتوغل الأوكراني، في تنفيذ استجابة سريعة وفعالة. بينما كان الجزء الأكبر من الجيش الروسي مشغولا بالهجوم في منطقة دونيتسك الشرقية بأوكرانيا، لم يتبق سوى عدد قليل من القوات لحماية منطقة كورسك الحدودية.

تألفت الوحدات الروسية المنتشرة على طول الحدود بشكل رئيسي من مجندين غير مدربين تدريباً جيدا، مما جعلهم عرضة للهزيمة أمام الوحدات الأوكرانية المخضرمة. وقد تمكنت هذه الوحدات الأوكرانية من التغلب على المجندين الروس بسهولة، مما يعكس ضعف الاستعداد العسكري الروسي في تلك المنطقة. في سياق هذه الأحداث، تم القبض على بعض من هؤلاء المجندين، مما يسلط الضوء على التحديات الكبيرة التي تواجهها روسيا في الحفاظ على أمن حدوده .

أدى نقص القوى العاملة في القيادة العسكرية الروسية إلى اعتمادها في البداية على الطائرات الحربية وطائرات الهليكوبتر لمحاولة التصدي للهجوم الأوكراني. ووفقًا لمدونين عسكريين
روس، فقد تمكنت القوات الأوكرانية من إسقاط مروحية روسية واحدة على الأقل وتعرضت أخرى لأضرار.

أهداف أوكرانيا من التوغل وتطور الأوضاع مستقبلا

من خلال شن هذا التوغل، قد تسعى كييف إلى دفع روسيا لتحويل مواردها من منطقة دونيتسك في شرق أوكرانيا، حيث شنت القوات الروسية هجمات في عدة قطاعات وحققت تقدما بطيئا لكنه مستمر، مستفيدة من تفوقها في القوة النارية. وإذا تمكنت أوكرانيا من الحفاظ على بعض المكاسب التي حققتها داخل الأراضي الروسية، فقد يعزز ذلك موقفها في أي محادثات سلام مستقبلية.

كما وجهت أوكرانيا ضربة موجعة تحاول من خلالها كشف الستار عن فشل في حماية أراضي البلاد، وحطمت رواية بوتين بأن روسيا ظلت غير متأثرة إلى حد كبير بالأعمال العدائية.

في السياق نفسه أرسل التوغل الأوكراني داخل روسيا رسالة قوية إلى حلفاء كييف مفادها أن الجيش الأوكراني قادر على استعادة زمام المبادرة وهزيمة الجيش الروسي، وهي إشارة ذات أهمية خاصة قبيل الانتخابات الرئاسية الأمريكية.

ما احتمالات السلام؟
ما تزال الفجوة بين مواقف موسكو وكييف التفاوضية كبيرة؛ حيث يصر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على استسلام أوكرانيا، بينما يشترط الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي انسحاب القوات الروسية من بلاده.

كما يحاول الطرفان الاستفادة من الوضع على أرض المعركة لتحقيق اتفاق سلام يمكن قبوله في نهاية المطاف .

في خلفية الأحداث ، تلوح الانتخابات الأمريكية المقبلة في نونبر، والتي قد تؤثر على مصير الحرب لكل من روسيا وأوكرانيا. وفي الخريف، قد يُعقد اجتماع دبلوماسي دولي ثانٍ محتمل لإنهاء الحرب، مع احتمال حصول روسيا هذه المرة على مقعد على طاولة المفاوضات.