- بعض مواقف الشهيد عمر بنجلون الذي اغتيل اسابيع قليلة بعد المسيرة الخضراء يوم 18 دجنبر 1975 :
1 ) "المنطلق التقدمي لقضية الصحراء المغربية"
"لسنا هنا في حاجة إلى التذكير بأننا ساهمنا برصيدنا في الداخل و الخارج من أجل استرجاع صحرائنا المحتلة، إيمانا منا بأن القضية هي قضية المغرب كله، قضية الأجيال السالفة و اللاحقة، القضية التي يجب أن نتجاوز فيها جميع الاختلافات، لأننا لا نرى أي تناقض أو تعارض بين التعبئة الفعلية و الحقيقية من أجل تحرير الأرض، و بين المطالبة بإرساء أسس الديمقراطية الحقيقية، بل إننا نرى في الديمقراطية الفعلية الوسيلة الوحيدة التي بإمكانها أن تخلق الشروط الذاتية و الموضوعية للنضال الذي نحن مطالبون به، من أجل استرجاع أرضنا و تحرير اقتصادنا و سياستنا و تشييد صرح مستقبلنا، تلك هي نظرتنا الشاملة التي يمليها علينا الارتباط الموضوعي القائم بين مختلف قضايانا الوطنية، الارتباط الجدلي الذي لا يسمح بعزل الجزء عن الكل، و لا بمعالجة الكل معالجة مجردة كأنه لا أجزاء له، إنه نفس الموقف الذي عبرنا عنه حينما ربطنا ربطا جدليا محكما بين التحرير و الديمقراطية و الاشتراكية (...)
في قضية الصحراء، لم تكن هناك مقاومتين، مغربية و صحراوية، بل مقاومة واحدة موحدة. فاليوم هي لحضة لربط تحرير الجنوب المغربي مع المطالب المشروعة للشعب المغربي من حيث الإصلاح السياسي و الديموقراطي و الاجتماعي. فتقارب الرؤى من أجل استرجاع الصحراء لا يتناقض مع مواقفنا المبنية على اسس التحرر و ليس التبعية أو التقليدانية، لأن الرجعية زائلة لكن الصحراء خالدة."
2 ) "في الاستفتاء"
"الاستفتاء أسطورة و مغالطة لا يمكن إلا أن تكون متعمدة بالنسبة لكل من يعرف الصحراء و وضعية سكانها. نعم هناك المشكل الأول المتعلق بالسلطة التي قد تشرف فعليا على الاستفتاء. ثم المشكل الثاني الذي يتعلق بهوية سكان الصحراء و مقاييس تحديد هوية المقترعين. فهنا تبدأ المشكلة الأساسية و الناتجة عن طبيعة السكان الرُحل الذين يتجولون عبر جميع الحدود الموجودة في المنطقة و الذين مُنعوا من هذا التجول و أصبحوا لاجئين وراء «الحدود» مع المغرب أو الجزائر أو موريتانيا. فهل مقياس الاقتراع هو أوراق التعريف التي سلمتها إسبانيا إلى حد الآن أو التي قد تسلمها من الآن فصاعدا ؟ و هل في هذه الحالة قد يكون المستعمر الإسباني هو المتحكم في تحديد «شعب الصحراء» ؟ و هل يمكن أن نتصور بأن إسبانيا قد تقبل عن طواعية تسليم اللاجئين أوراقهم الرسمية ؟ إن كل «قطر معين» سوف يدفع بالرٌحل الموجودين على ترابه للدخول إلى الصحراء في وقت الاقتراع للتصويت على الحل الذي يناسبه، وهذا ما يعرفه كل «طرف معني»، الشيء الذي يفترض من أول وهلة التفاوض و التشاور في المقاييس، و بالتالي في تحديد مصير الصحراء. هذا هو المنطلق الذي لا يستعمل فكرة الاستفتاء إلا مغالطة من أجل فرض التفاوض كمدخل للتموقع المصلحي المتنافي مع منطلق التحرير."
من أجل مغرب موحد كبير ديمقراطي.
في العيون المغربية، 11 اكتوبر 2024
عمر محمود بنجلون
دكتور في القانون الدولي للتنمية
محامي بالمغرب و فرنسا
عضو مكتب جمعية هيئات المحامين بالمغرب
1 ) "المنطلق التقدمي لقضية الصحراء المغربية"
"لسنا هنا في حاجة إلى التذكير بأننا ساهمنا برصيدنا في الداخل و الخارج من أجل استرجاع صحرائنا المحتلة، إيمانا منا بأن القضية هي قضية المغرب كله، قضية الأجيال السالفة و اللاحقة، القضية التي يجب أن نتجاوز فيها جميع الاختلافات، لأننا لا نرى أي تناقض أو تعارض بين التعبئة الفعلية و الحقيقية من أجل تحرير الأرض، و بين المطالبة بإرساء أسس الديمقراطية الحقيقية، بل إننا نرى في الديمقراطية الفعلية الوسيلة الوحيدة التي بإمكانها أن تخلق الشروط الذاتية و الموضوعية للنضال الذي نحن مطالبون به، من أجل استرجاع أرضنا و تحرير اقتصادنا و سياستنا و تشييد صرح مستقبلنا، تلك هي نظرتنا الشاملة التي يمليها علينا الارتباط الموضوعي القائم بين مختلف قضايانا الوطنية، الارتباط الجدلي الذي لا يسمح بعزل الجزء عن الكل، و لا بمعالجة الكل معالجة مجردة كأنه لا أجزاء له، إنه نفس الموقف الذي عبرنا عنه حينما ربطنا ربطا جدليا محكما بين التحرير و الديمقراطية و الاشتراكية (...)
في قضية الصحراء، لم تكن هناك مقاومتين، مغربية و صحراوية، بل مقاومة واحدة موحدة. فاليوم هي لحضة لربط تحرير الجنوب المغربي مع المطالب المشروعة للشعب المغربي من حيث الإصلاح السياسي و الديموقراطي و الاجتماعي. فتقارب الرؤى من أجل استرجاع الصحراء لا يتناقض مع مواقفنا المبنية على اسس التحرر و ليس التبعية أو التقليدانية، لأن الرجعية زائلة لكن الصحراء خالدة."
2 ) "في الاستفتاء"
"الاستفتاء أسطورة و مغالطة لا يمكن إلا أن تكون متعمدة بالنسبة لكل من يعرف الصحراء و وضعية سكانها. نعم هناك المشكل الأول المتعلق بالسلطة التي قد تشرف فعليا على الاستفتاء. ثم المشكل الثاني الذي يتعلق بهوية سكان الصحراء و مقاييس تحديد هوية المقترعين. فهنا تبدأ المشكلة الأساسية و الناتجة عن طبيعة السكان الرُحل الذين يتجولون عبر جميع الحدود الموجودة في المنطقة و الذين مُنعوا من هذا التجول و أصبحوا لاجئين وراء «الحدود» مع المغرب أو الجزائر أو موريتانيا. فهل مقياس الاقتراع هو أوراق التعريف التي سلمتها إسبانيا إلى حد الآن أو التي قد تسلمها من الآن فصاعدا ؟ و هل في هذه الحالة قد يكون المستعمر الإسباني هو المتحكم في تحديد «شعب الصحراء» ؟ و هل يمكن أن نتصور بأن إسبانيا قد تقبل عن طواعية تسليم اللاجئين أوراقهم الرسمية ؟ إن كل «قطر معين» سوف يدفع بالرٌحل الموجودين على ترابه للدخول إلى الصحراء في وقت الاقتراع للتصويت على الحل الذي يناسبه، وهذا ما يعرفه كل «طرف معني»، الشيء الذي يفترض من أول وهلة التفاوض و التشاور في المقاييس، و بالتالي في تحديد مصير الصحراء. هذا هو المنطلق الذي لا يستعمل فكرة الاستفتاء إلا مغالطة من أجل فرض التفاوض كمدخل للتموقع المصلحي المتنافي مع منطلق التحرير."
من أجل مغرب موحد كبير ديمقراطي.
في العيون المغربية، 11 اكتوبر 2024
عمر محمود بنجلون
دكتور في القانون الدولي للتنمية
محامي بالمغرب و فرنسا
عضو مكتب جمعية هيئات المحامين بالمغرب