فن وفكر

مُركّب الحرية في فاس: إهمال يهدد المشهد الثقافي والفني في المدينة


تشهد مدينة فاس حالة من التراجع الثقافي والفني نتيجة توقف أشغال تهيئة المركب الثقافي الحرية لأكثر من أربع سنوات. هذا الوضع أثار استياء الجسم الثقافي بالمدينة، الذي يبحث عن فضاء بديل لتنظيم أنشطته في ظل غياب معلومات واضحة عن أسباب تأخر إتمام هذا المشروع الثقافي المهم.



ويبدو المركب الثقافي اليوم وكأنه في حالة جمود بعد انتهاء جزء من أعمال الترميم، حيث أشار متابعون للشأن الثقافي في فاس إلى تدهور وضعه بشكل ملحوظ، من نوافذ مكسورة إلى أبواب مهمشة وواجهة تثير الاستغراب. يتفق الجميع على أن المشروع لا يعاني من نقص التمويل فقط، بل يفتقد أيضًا إلى خطة استراتيجية واضحة لإدارته، في ظل غياب توضيح رسمي من مسؤولي الجماعة حول أسباب توقف هذا الورش، على الرغم من ضخ ميزانية كبيرة لترميمه.


وفي تصريح له، أكد رائد الكوراري، الفنان المسرحي والمدير الفني لجمعية "مبدعون ومبدعات"، أن المركب الثقافي الحرية يعد المنفذ الوحيد لمدينة فاس لاحتضان العروض الكبرى والمهرجانات والمسرحيات، في ظل غياب مراكز أخرى مجهزة بالبنيات التحتية اللازمة لتنظيم هذه الفعاليات. وطالب المجلس الجماعي للمدينة بتسريع وتيرة العمل لإنهاء الأشغال في المركب، حيث أصبح الوضع الحالي يشكل عائقًا حقيقيًا أمام النشاط الثقافي في المدينة.


ومن جانبه، أشار أسامة لعزيري، الفنان المسرحي ورئيس جمعية "مبدعون ومبدعات"، إلى أن فتح مركب الحرية أمام شباب المدينة وجمعيات المجتمع المدني أصبح ضرورة ملحة، لاستعادة النشاط والحيوية من خلال تنظيم مهرجانات وجولات مسرحية بشكل يومي. وأكد أن فاس اليوم تعاني بشكل كبير بسبب هذا النقص.


وأطلقت جماعة فاس صفقة لأشغال تهيئة المركب الثقافي الحرية، حيث تكلفت مقاولتان بتنفيذ المشروع، الأولى بالشق الخارجي والثانية بالشقق الداخلي. لكن حتى الآن، لا يوجد رد رسمي من عمدة مدينة فاس عبد السلام البقالي أو نائبته المكلفة بالشأن الثقافي حكيمة الحطري، رغم محاولات الاتصال بهما.


وأعرب علي لقصب، عضو جماعة فاس، عن أسفه للوضع الذي آل إليه المركب الثقافي الحرية، مشيرًا إلى دوره التاريخي في تعزيز الفن والثقافة بالمدينة. وأكد أنه من المؤسف أن يتحول هذا المعلم الثقافي إلى شبه أطلال في غياب خطط واضحة لمستقبله.


إن تأخر افتتاح المركب الثقافي الحرية دفع الجمعيات للبحث عن فضاءات بديلة لتنظيم أنشطتها، فيما فتحت الجماعة مقرها في ملعب الخيل لاحتضان فعاليات سياسية ونقابية وفنية لتعويض هذا النقص. وأشار علي لقصب إلى أن قاعة الجماعة تحولت إلى قاعة للحفلات، مما أثار تساؤلات حول أولويات النشاط الثقافي في المدينة.


وشدد على أن المطلوب اليوم هو أن يتحمل مجلس جماعة فاس مسؤوليته في الإسراع بإصلاح وتجهيز المركب الثقافي الحرية بما يلزم لحل الأزمة الثقافية والفنية في المدينة. ودعا إلى فتح حوار محلي مع مختلف الأطراف المعنية لتبني سياسة ثقافية شاملة تراعي الفوارق الاجتماعية وتسعى لتوفير فضاءات ثقافية مناسبة في جميع المقاطعات.







 

Sara Elboufi
سارة البوفي كاتبة وصحفية بالمؤسسة الإعلامية الرسالة مقدمة البرنامج الإخباري "صدى الصحف" لجريدة إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الاثنين 5 غشت 2024

              














تحميل مجلة لويكاند






Buy cheap website traffic