يغطي عرض التكوين لمدينة المهن والكفاءات الرباط – سلا - القنيطرة 8 قطاعات مهن، منها 4 جديدة ، تم اختيارها لملاءمة خصوصيات النسيج الاقتصادي الجهوي .
ويتعلق الأمر بقطاعات « الرقمنة والذكاء الاصطناعي » ، و« الصحة » ، و« الفلاحة » ، و »السياحة والفندقة » ، و »التجارة والتسيير » ، و« الصناعة » ، و »الصناعة الغذائية » ، و »خدمات الأشخاص » .
وتم إعداد جميع برامج التكوين لمدينة المهن والكفاءات الرباط – سلا - القنيطرة تبعا للنموذج البيداغوجي الجديد لمكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل ، الذي يدعو إلى تطوير الكفاءات المهنية والذاتية ، مع جعل المتدرب الفاعل الرئيسي في عملية التعلم ، وذلك عبر تنويع أنماط التكوين مع إدماج طرق بيداغوجية جديدة (تشاركية وأكثر تفاعلية) ، تعزز حس المبادرة وتحرير الطاقات لدى المتدرب .
وتعتبر مدينة المهن والكفاءات الرباط – سلا - القنيطرة ، التي تشكل ثمرة مقاربة مشتركة ، عبأت الذكاء الجماعي لكافة الفاعلين في منظومة التكوين المهني (وزارات ، الاتحاد العام لمقاولات المغرب ، مهنيون...) ، الرابعة من نوعها التي تفتح أبوابها لاستقبال الشباب في طور التكوين ، بعد مدن المهن والكفاءات لسوس - ماسة ، والشرق ، والعيون - الساقية الحمراء .
وتأتي مدينة المهن والكفاءات، الرباط – سلا - القنيطرة ، التي تم تشييدها فوق قطعة أرضية تبلغ مساحتها 10 هكتارات ، لإغناء وتعزيز آلية التكوين الخاصة بالمكتب الوطني للتكوين المهني وإنعاش الشغل بالجهة ، وذلك بفضل قدرة استقبال سنوية تبلغ 3560 مقعدا بيداغوجيا ، وترتفع إلى 4560 مقعدا مع زيادة الفرعين الملحقين بمدينة المهن والكفاءات ، ويتعلق الأمر بمعهد التكوين في مهن الصحة بالرباط (في طور الإنجاز ويوفر 560 مقعدا بيداغوجيا في السنة) ، ومعهد التكوين في مهن الصناعة الغذائية بالقنيطرة (تم إنجازه مع قدرة استقبال تبلغ 440 متدربا في السنة).
وارتباطا ببيئة التكوين، تم تزويد مدينة المهن والكفاءات الرباط – سلا - القنيطرة ببنيات تحتية عصرية تشجع الشباب المتدربين على تعلم المهن ، وتطوير كفاءاتهم وازدهارهم ، وتتمحور هذه البنيات التحتية حول ثلاثة مكونات أساسية ، تتمثل في البنيات المشتركة ، والأقطاب القطاعية ، والفضاءات المعيشية .
وتضم البنيات المشتركة ، التي تقدم باقة من الخدمات الشاملة لصالح متدربي مدن المهن والكفاءات ، فضاء للعرض ، ومركزا للغات والكفاءات الذاتية ، ومركزا للتوجيه المهني ، وفضاءات الابتكار (فضاء العمل الجماعي ، ومختبر التطوير ، والمصنع الرقمي) ، وحاضنة ، ومكتبة وسائطية ، واستوديو الدورات التكوينية المفتوحة على الانترنت MOOC ، ومركزا للندوات .
من جهة أخرى ، تشتمل مدينة المهن والكفاءات على 6 أقطاب قطاعية مخصصة لاكتساب الكفاءات المهنية ، مع 6 منصات تطبيقية مدمجة تحاكي الواقع المهني الذي يوافقها ، وذلك لتمكين المتدربين من خوض تجربة تكوينية مهنية حقيقية طيلة مدة التكوين .
ويتعلق الأمر بقطب « الصناعة » ، الذي تم تصميمه في شكل مصنع بيداغوجي ، يوفر للمتدرب إمكانية الاحتكاك مع عشرة تخصصات مختلفة تتعلق بمهن الجودة والصحة والسلامة والبيئة ، والهندسة الصناعية والكهربائية والميكانيكية ، وكذا مهن السيارات .
ويحتوي هذا القطب أيضا على سلسلة بيداغوجية مصغرة لتصنيع محطات الشحن للسيارات الكهربائية ، وهي منصة تطبيق من الحجم الحقيقي ، تسهر على تسيير إنتاجها وصيانتها فرق متعددة التخصصات ومتدربون ينتمون لمختلف تخصصات الأقطاب .
وتشتمل مدينة المهن والكفاءات على قطب « السياحة والفندقة » المزود بفندق ومطعم بيداغوجي من أجل إعداد حقيقي وملائم لظروف ممارسة المهنة ، وعلى قطب « الفلاحة » مع مزرعة بيداغوجية ، وقطب « التجارة والتسيير » الذي يحتوي على مقاولة افتراضية للمحاكاة ، وقطب « خدمات الأشخاص » المرفق بحضانة ومنزل بيداغوجي ، وعلى قطب الرقمية والذكاء الاصطناعي .
كما تتوفر مدينة المهن والكفاءات على فضاءات للحياة واللقاء من أجل النهوض بقيم العيش المشترك . ويضم هذا الفضاء دار المتدربين بطاقة استيعابية تبلغ 700 سرير ، وملاعب تغطي عددا من الأنواع الرياضية (كرة القدم، كرة السلة، الكرة الطائرة، وكرة اليد) ، ومقصفا ، ومأوى ، ومجموعة من الفضاءات المخصصة للقاءات .
وتجسد مدينة المهن والكفاءات العناية الخاصة التي يوليها الملك للشباب وازدهارهم ، وإرادة جلالته الراسخة في توفير بنيات تحتية ومؤسسات تكوين من الجيل الجديد تحفز تشغيل هذه الفئة من المجتمع ، وتعزز تنافسية المقاولات .