محطات متنقلة لتحلية مياه البحر: حل مبتكر لتزويد ساكنة العالم القروي بآسفي بالماء الصالح للشرب

وتتوزع هذه المحطات الثلاث في إقليم آسفي بين جماعات أيير، المعاشات، والبدوزة، وتصل طاقتها الإنتاجية الإجمالية إلى 25 لتراً في الثانية. تمثل هذه المحطات، التي تشرف عليها الوكالة المستقلة الجماعية لتوزيع الماء والكهرباء بآسفي، استجابة فعالة وسريعة لحاجيات الساكنة القروية من الماء الصالح للشرب، وقد خصصت لها وزارة الداخلية ميزانية تقدر بـ 48 مليون درهم.


وتخضع مياه البحر المستخرجة لمعالجة دقيقة تبدأ بالمعالجة الأولية، تليها عمليات الترشيح والتصفية لإزالة الشوائب، ثم تأتي مرحلة التحلية باستخدام تقنية "التناضح العكسي"، التي أثبتت فعاليتها في توفير مياه بجودة عالية. بعد ذلك، يتم تحسين جودة المياه الناتجة من خلال إضافة بعض المعادن وتطهيرها بالكلور قبل توزيعها على الساكنة.


ولضمان وصول المياه إلى جميع الدواوير، خاصة تلك التي تعاني من اضطراب في التزود بسبب موقعها الجغرافي، تم توفير 12 شاحنة صهريجية لتوزيع المياه بشكل مستمر. كما تم تزويد الإقليم بـ 300 خزان مائي بلاستيكي لدعم السقايات العمومية، والتي يبلغ عددها 1700 سقاية في الإقليم.


تهدف هذه المحطات المتنقلة إلى إنتاج 1800 طن من المياه يوميًا، لتلبية احتياجات أكثر من 45 ألف نسمة من ساكنة العالم القروي والجماعات المجاورة. وتعمل الوكالة المستقلة الجماعية لتوزيع الماء والكهرباء على إنشاء 12 محطة إضافية لتحلية المياه المالحة بتكلفة إجمالية تصل إلى 120 مليون درهم، ممولة من وزارة الداخلية ومجلس جهة مراكش آسفي.


وفي تصريحات خاصة لوكالة المغرب العربي للأنباء، أوضح ياسين الملياري، المهندس رئيس قسم الماء والتطهير السائل بالوكالة، أن هذه المبادرات تأتي في إطار الاستجابة الوطنية لمكافحة آثار الإجهاد المائي، مشددًا على أهمية وعي الساكنة بالحفاظ على هذه الموارد المائية الحيوية وعدم الإسراف في استخدامها.


ومن جانبهم، أعرب عدد من سكان دوار فرافرا بالجماعة القروية أولاد سلمان عن ارتياحهم لهذه المبادرة التي ساهمت في معالجة ندرة المياه والتخفيف من أعباء التنقل لجلب المياه. كما أعربوا عن امتنانهم لصاحب الجلالة الملك محمد السادس على العناية المستمرة بساكنة العالم القروي.


في إطار البرنامج الوطني للتزويد بالماء الشروب ومياه السقي 2020-2027، تم إطلاق مجموعة من الأوراش الاستراتيجية لمعالجة تحديات ندرة المياه، منها اقتناء محطات متنقلة لتحلية المياه وإزالة المعادن، بالإضافة إلى شاحنات وصهاريج بلاستيكية لتأمين تزويد المناطق القروية المتضررة بالماء الصالح للشرب.