قصيدة كتبها عدنان بن شقرون / استمع لهذه القصيدة الموسيقية
لأولئك الذين ما زالوا يحبون القراءة: قصيدة عدنان بن شقرون
السُّلطةُ ليستْ حُلمًا مُفتَرِسًا
بل حِكمةٌ، وصبرٌ، وتفكُّرٌ عميقٌ
مَن يَركضُ نحوها بلا تدبيرٍ
يَخسرُ الطريقَ، ويَصطَدِمُ بالحائطِ
السياسةُ مَيدانُ انتظارٍ طويلٍ
حيثُ الفُرَصُ تَحتاجُ إلى عيونٍ ساهرةٍ
لا تَقتربْ من الكرسيّ باندفاعٍ
فإنّ العَجلةَ تُغري بالفشلِ السريعِ
الصّبرُ هو السلاحُ المَطلوبُ
والتّخطيطُ يُنيرُ دربَ الطّموحِ
تَحالفاتٌ خفيّةٌ تُبنى، وتَنهدمُ
تَحتَ أعينِ الصقورِ الحادّةِ
لا يأتي النصرُ إلا لمن يَنتظِر
ويَختارُ اللحظةَ كقائدٍ حكيمٍ
الطّموحُ بلا حُسنِ تدبيرٍ
يُحرقُ كالنارِ في العواصفِ
والكبارُ في التاريخِ لَم يكونوا
إلا مَن تأنّى وقرأَ بينَ السّطورِ
الوقتُ ليسَ عدواً إنما صديقٌ
يُهدي الفرصةَ لمن يَصبرُ ويُخطِّطُ
مَن سعى لتغييرِ الظّلمِ بسرعةٍ
بترَتْهُ عجلةُ الوقتِ على الرّغمِ
أما من أبطأَ، وعملَ بحكمةٍ
نالَ السلطة بمهابةٍ ونقاءٍ
العظمةُ تَحتاجُ لنفسٍ طويلٍ
ومخالبٍ ناعمةٍ تُخفى ولا تُظهرُ
احفظوا شُعلةَ الطّموحِ حيّةً
لكن لا تُطفئوها بالعَجلةِ
إنما السياسةُ لعبةُ الكبارِ
حيثُ الصمتُ حكمةٌ والكلامُ عبءٌ
الحُكمُ للنّبيهِ الذي يَعرفُ
متى يُهاجمُ، ومتى يَنتظرُ
لا عَيبَ في التريُّثِ إنما النّجاحُ
في ضبطِ النّفسِ، والمشيِ على حافةِ السّيفِ
فانتظِروا لحظتكم في صمتٍ وعزمٍ
ليكونَ النصرُ لكم بلا نزاعٍ
تتناول القصيدة موضوع الطموح السياسي والسعي إلى السلطة، مشددة على أهمية الصبر، الاستراتيجية، والتأنّي في هذا المجال.
ينتقد الشاعر العجلة والسعي المستعجل نحو المناصب العليا دون فهم التعقيدات والمتطلبات، ويصف السياسة كلعبة انتظار حيث يجب على الشخص معرفة اللحظة المناسبة للتحرك. يُبرز أن السلطة لا تُنال بالصدفة أو الأفعال المتهورة، بل من خلال خطط محكمة وتحالفات خفية وانتظار يقظ للفرص. يحذّر من أن العجلة غالباً ما تؤدي إلى الفشل، مستشهدًا بـ "الكبار" في التاريخ الذين عرفوا كيف ينتظرون ويتصرفون بحكمة. يدعو الشاعر في النهاية إلى الحفاظ على شعلة الطموح حيّة ولكن متّزنة، منتظرين اللحظة المناسبة لتحقيق النجاح بطريقة مدروسة وأنيقة، مشدداً على أن السياسة تتطلب فن الانتظار وضبط النفس لتحقيق السلطة بذكاء وكرامة.