وتخللت فعاليات هذه الأنشطة التكوينية عروضنظرية وورشات تطبيقية في مجالي التنشيط الإذاعي، وإعداد السينوغرافيا للبرامج التلفزية، وذلك باستحضار اهتمامات الطلبة المستفيدين وحاجياتهم في ارتباط بتخصصاتهم الدراسية العليا المتعلقة بمهن الإخراج والنقد المسرحي والتلفزيوني وسينوغرافيا الديكور وتقنيات الخشبة والتنشيط الثقافي ومختلف فنون العرض.
وفي هذا الإطار، وبتأطير من عدد من المسؤولين والكفاءات المهنية العاملة بالمؤسسة، تعرف المستفيدون، في العروض المقدمة، على الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة؛ وهيكلتها ومهامها الإستراتيجية، وكذا الضوابط والتقنيات المهنية الموظفة في تنشيط البرامج الإذاعية، وفي الإلباس الفني للبرامج التلفزية، بما في ذلك البرامج المعلوماتية الموظفة داخل الأستوديوهات الافتراضية.
وأما الشق التطبيقي لهذه الأنشطة التكوينية فقد تجسد في أنشطة بيداغوجية ومعاينات ميدانية لعدد من المرافق بمصالح الإذاعة والتلفزة بمدينتي الرباط والدار البيضاء، على غرار الأستوديو الرئيسي بالرباط الخاص بالإنتاج والبث المباشر للنشرات الإخبارية لقناة "الأولى"وكذا البرامج والمجلات الإخبارية مثل "نقطة إلى السطر"، بالإضافة إلى الأستوديو الافتراضي، الخاص بإنتاج برامج متنوعة لمختلف الخدمات التلفزية وإلباسها فنيا بتوظيف أحدث التقنيات المعتمدة في المجال.
وفي المرافق الإذاعية، حظي طلبة المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي بزيارة بيداغوجية إلى "أستوديو أحمد الطيب العلج"، الذي يعد فضاء مهنيا عريقا شاهدا على تسجيل أبرز الأعمال الدرامية والمسرحيات الإذاعية التاريخية المغربية، بالإضافة إلى أستوديوهات "الإذاعة الوطنية" وإذاعة "شين آنتر" و"الإذاعة الأمازيغية"، حيث تعرف المستفيدون على سيرورة العمل والمراحل المتبعة لصناعةالمحتويات الإذاعية بمختلف أجناسها، مع تمكينهم من محاكاة بعض التجارب المهنية داخل هذه المرافق.
وفي مرافق المحطة الجهوية للإذاعة والتلفزة عين الشق بالدار البيضاء، تمكن الشباب المستفيديون من معاينة مختلف مراحل إنتاج البرامجوالسهرات وكيفية إدارة الصوت، واكتشافاستوديوهات إنتاج وتسجيل مجموعة منالبرامج منها "شباب في الواجهة" و"الوسيط"و"أسرتي"، والمقاربات المعتمدة في التنسيق بين العملين الصحفي والتقني في مجال إنتاج المحتويات السمعية البصرية.
وتفاعلا مع مبادرة الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة لفائدة الطلبة المستفيدين، أبرز السيد طارق ربح، المدير المساعد المكلف بالتداريب والتكوين المسرحي في المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي، أن هذه الأنشطة التكوينية كانت مناسبة سانحة لطلبة المعهد من أجل اكتشاف أجواء اشتغال أطر وتقنيي الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، وكذا التقنيات المستعملة، ما من شأنه تسهيل انغماسهم في الوسط المهني بمعاينة مختلف استوديوهات التسجيل السمعي، والسمعي البصري، وآليات الاشتغال المعتمدة في الإنتاج التلفزي والاذاعي وتنشيط البرامج السمعية البصرية.
من جهتهم أشاد الشباب المستفيدون بالقيمة المضافة والوقع الإيجابي لهذا الانفتاح من جانب الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة على محيطها الأكاديمي؛ فأبرزوا في عدد من الارتسامات أن هذه الأنشطة البيداغوجية فرصة مكنتهم من إثراء معارفهم واكتشاف مرافق الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة ومعاينة أطر ومهنيي السمعي البصري وأساليب اشتغالهم عن كثب، واكتشاف الاستوديوهات والتعرف على المعدات وأحدث التقنيات التكنولوجية المستخدمة من طرف الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة.